عسى زيد القيام ، وكذا منعوا من : عسى قيام زيد ، فلأن المضارع المقترن بأن للاستقبال خاصّة ، والطمع والإشفاق مختصان بالمستقبل ، فهو أليق بعسى من المصدر ، ومن ثمّ قد تحمل لعلّ وإن كانت من أخوات «إنّ» عليه ، نحو : لعلّك أن تقوم (١) ،
[دخول النفي](٢)
[على كاد]
قوله : «وإذا دخل النفي على كاد .. إلى آخره» ، قال بعضهم في كاد : ان نفيه إثبات وإثباته نفي ، بخلاف سائر الأفعال ؛
أمّا كون إثباته نفيا ، فإن أرادوا به أنك إذا قلت : كاد زيد يقوم وأثبتّ الكود (٣) ، أي القرب فهذا الإثبات نفي ، فهذ غلط فاحش وكيف يكون إثبات الشيء نفيه ؛ بل في : كاد زيد يقوم ، إثبات القرب من القيام بلا ريب ؛
وإن أرادوا أن إثبات كاد ، دالّ على نفي مضمون خبره ، فهو صحيح وحقّ ، لأن قربك من الفعل لا يكون إلا مع انتفاء الفعل منك ، إذ لو حصل منك الفعل لكنت آخذا في الفعل ، لا قريبا منه ؛
وأمّا كون نفيه إثباتا فنقول ، أيضا : إن قصدوا أن نفي الكود أي القرب في : ما كدت أقوم : إثبات لذلك المضمون ، فهو من أفحش الغلط ، وكيف يكون نفي الشيء إثباته ، وكذا إن أرادوا أن نفي القرب من مضمون الخبر إثبات لذلك المضمون ، بل هو أفحش ،
__________________
(١) يعني دخول أن في خبرها ؛
(٢) أفردت هذا البحث بعنوان خاص. وإن كان داخلا فيما ذكره ابن الحاجب في المتن لأنه موضع جدل بين النحاة. وقد أفاض الرضي رحمه الله في شرحه ؛
(٣) تقدم أنه نقل هذا المصدر عن الأصمعي ؛