[الحروف المصدرية]
[وما يقع بعد كل منها من الجمل]
[قال ابن الحاجب :]
«حروف المصدر : ما ، وأن وأنّ ؛ فالأوّلان للفعلية وأنّ»
«للاسمية» ؛
[قال الرضي :]
أمّا «ما» فتوصل بالفعل المتصرف ، إذ الذي لا يتصرّف لا مصدر له ، حتى يؤوّل الفعل مع الحرف به ؛ ولا توصل بالأمر ، لأنه ينبغي أن يفيد المصدر المؤوّل به «ما» ، مع الفعل ، ما أفاده «ما» مع ذلك الفعل ، وإلّا فليسا مؤوّلين به ، ألا ترى أن معنى : (.. بِما رَحُبَتْ)(١) ، وبرحبها ، شيء واحد ، وكذا معنى علمت أنك قائم ، وعلمت قيامك : شيء واحد ، والمصدر المؤوّل به «أن» مع الأمر ، لا يفيد معنى الأمر ، فقولك كتبت إليه أن قم : ليس بمعنى القيام ، لأن قولك بالقيام ليس فيه معنى طلب القيام ، بخلاف قولك : أن قم ؛
ويتبيّن بهذا أن صلة «أن» لا تكون أمرا ولا نهيا ، خلافا لما ذهب إليه سيبويه وأبو علي ، ولو جاز كون صلة الحرف أمرا ، لجاز ذلك في صلة «أنّ» المشدّدة ، و «ما» و «كي» و «لو» ، ولا يجوز ذلك اتفاقا ؛
وتختص «ما» المصدرية بنيابتها عن ظرف الزمان المضاف إلى المصدر المؤوّل هي وصلتها ، به ، نحو : لا أفعله ما ذرّ شارق ، أي مدّة ما ذرّ ، أي مدّة ذرور ؛ وصلتها ، إذن ، في الغالب ، فعل ماضي اللفظ مثبت ، كما ذكرنا ، أو منفي بلم ، نحو : تهدّدني
__________________
(١) من الآية ١١٨ في سورة التوبة ؛