فهو يتبع الماضي في مجرّد الإعلال ، ويعلّ في كل واحد منهما بما يليق به ،
فكل ما له أصل معلّ ، إذا انفتح عينه وسكن ما قبله ، ينقل الفتح إلى الساكن ويقلب العين ألفا ، نحو : يهاب وأقام واستقام ؛ وليس النقل لأجل الثقل ، لأن الفتح لا يستثقل ، بل لأجل قصد قلب ذلك المفتوح ألفا للتخفيف ، فلو لم تنقل الفتحة إلى ما قبلها لالتقى ساكنان ،
وقد يجيء الكلام عليه في التصريف ؛
[الأفعال الملازمة](١)
[للبناء للمفعول]
وقد جاء في كلامهم بعض الأفعال ، على ما لم يسمّ فاعله ، ولم يستعمل منه المبني للفاعل ؛
والأغلب في ذلك : الأدواء ، ولم يستعمل فاعلها لأنه من المعلوم في غالب العادة أنه هو الله تعالى ، فحذف للعلم به ، كما في قوله تعالى (٢) : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ ، وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ)(٣) ،
وتلك الأفعال نحو : جنّ ، وسلّ ، وزكم ، وورد ، وحمّ ، وفئد ، قال سيبويه :
لو أردت نسبتها إليه تعالى ، لكان على أفعل ، نحو : أجنّة الله ، وأسلّه ، وأزكمه ، وأورده ؛
__________________
(١) استطراد من الشارح لاستكمال ما يتصل بالفعل المبني للمجهول ؛
(٢) لأنه في الآية محذوف للعلم به وأنه هو الله تعالى ، وإن كانت الأفعال التي في الآية تبنى للفاعل ويذكر الفاعل معها ؛
(٣) الآية ٤٤ سورة هود ؛