الفاء
في جواب الشرط
[قال ابن الحاجب :]
«وإذا كان الجزاء ماضيا بغير قد لفظا أو تقديرا ، لم تجز الفاء» «وإذا كان مضارعا مثبتا أو منفيا بلا فالوجهان ، وإلا ،» «فالفاء» ؛
[قال الرضي :]
اعلم أن أداة الشرط ، سواء كانت «إن» أو ما تضمّن معناها ، أو «لو» ، لا يكون شرطها إلا فعلا غير مصدّر بشيء من الحروف ، لشدة طلبها للأفعال ، بلى ، يجيء مضارعا مصدّرا من جملتها (١) بلا ولم ، أمّا «لا» فلأنها لكثرة استعمالها ، يتخطاها العامل ، نحو : جئت بلا مال ، وأمّا «لم» فلأنها لتغييرها معنى المضارع إلى الماضي ، صارت كجزئه ، مع قلة حروفها ، أمّا «لمّا» أختها فكثيرة الحروف ؛ ولا يصدّر الماضي شرطا ، بلا ، فلا يجوز ؛ إن لا ضرب ولا شتم ، لقلة دخولها في الماضي ،
فعلى هذا ، لا تقول : إن ستفعل ، وإن لن تفعل ، وإن ما تفعل (٢) ، وإن قد فعلت وإن قد تفعل ، وإن ما فعلت ،
ولا يكون الشرط جملة طلبية ولا إنشائية ، لأنّ وضع أداة الشرط على أن تجعل الخبر الذي يليها مفروض الصدق ، إمّا في الماضي ، نحو : لو جئتني أكرمتك ، أو في المستقبل نحو : إن زرتني أكرمتك ، وأمّا الجزاء فليس شيئا مفروضا ، بل هو مترتب على أمر مفروض ،
__________________
(١) اي من جملة الحروف التي أشار إليها.
(٢) على أن «ما» نافية ، وكذلك في إن ما فعلت ؛