والعامل في «إذا» قوله (لَمَدِينُونَ) مع أنّ في أوله همزة الاستفهام ، و «إنّ» ، ولا يعمل في غير هذا الموضع ما بعدهما فيما قبلهما ، وذلك للغرض المذكور فيما تقدم ، فهو مثل قولك : أمّا يوم الجمعة فإن زيدا قائم ؛ انتصاب «يوم» بقائم ، على الصحيح ، على ما يجيء مع كونه خبرا لإنّ ؛ لغرض اذكره هناك (١) ؛
[دخول الشرط على الشرط]
ثم اعلم أن الشرط إذا دخل على شرط ، فإن قصدت أن يكون الشرط الثاني مع جزائه ، جزاء للأول ، فلا بدّ من الفاء في الأداة الثانية ، لما ذكرنا في الجوازم عند ذكر مواقع دخول الفاء في الجزاء ، تقول : إن دخلت الدار فإن سلّمت فلك كذا ، وإن سألت فإن أعطيتك فعليّ كذا ، لأن الإعطاء بعد السؤال ؛
وإن قصدت إلغاء أداة الشرط الثاني ، لتخلّلها بين أجزاء الكلام ، الذي هو جزاؤها معنى ، أعني الشرط الأول مع الجزاء الأخير ، فلا يكون في أداة الشرط الثاني فاء ، كقوله :
٩٢٥ ـ فإن عثرت بعدها ، إن وألت |
|
رجلي من هاتا فقولا : لا لعا (٢) |
فهو بمنزلة : والله إن أتيتني لآتينّك ، فثاني الشرطين لفظا : أولهما معنى ؛
ومثله : إن تبت إن تذنب : ترحم ، أي : إن أذنبت فإن تبت ترحم ، وكذا إن كان أكثر من شرطين ، نحو : إن سألت إن لقيتني إن دخلت الدار : أعطيتك ، أي : إن دخلت الدار فإن لقيتني فإن سألتني أعطيتك ، فقولك فإن سألتني مع الجزاء : جواب :
__________________
(١) يأتي تفصيل ذلك في الكلام على «أما» في الفصل الآتي ؛
(٢) هذا من مقصورة ابن دريد المشهورة ، ولم يذكره الشارح للاستشهاد ، وإن كان ابن دريد من أئمة اللغة المتقدمين ، وقد يكون من رأيه صحة الاستشهاد بقوله ، كما يفعل ذلك مع المتنبي وأبي تمام وأمثالهم ،