[حرفا الاستفهام]
[الفرق بين الهمزة ، وهل]
[قال ابن الحاجب :]
«حرفا الاستفهام : الهمزة ، وهل ، لهما صدر الكلام تقول :»
«أزيد قائم ، و : أقام زيد ، وكذا هل ، والهمزة أعمّ»
«تصرّفا ، تقول : أزيدا ضربت ، و : أتضرب زيدا وهو»
«أخوك ، و : أزيد عندك ، و : أثمّ إذا ما وقع ، و : أفمن»
«كان ، و : أومن كان ، دون هل» ؛
[قال الرضي :]
قوله : «لهما صدر الكلام» ، لما مرّ في باب «إنّ» (١) ؛
قوله : «أزيد قائم ، و : أقام زيد ، وكذلك هل» يعني تدخلان على الجملة الاسمية والفعلية ، إلّا أن الهمزة تدخل على كل اسمية ، سواء كان الخبر فيها اسما أو فعلا ، بخلاف «هل» فإنها لا تدخل على اسمية خبرها فعل نحو : هل زيد قام ؛ إلا على شذوذ ، وذلك لأن أصلها : أن تكون بمعنى «قد» ، فقيل : أهل ، قال :
٩٠٩ ـ أهل عرفت الدار بالغريين (٢)
وكثر استعمالها كذلك ، ثم حذفت الهمزة لكثرة استعمالها ، استغناء بها عنها وإقامة لها مقامها ، وقد جاءت على الأصل نحو قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ)(٣) ، أي : قد أتى ؛
__________________
(١) يقصد أنها تغير معنى الكلام ؛
(٢) من قصيدة لخطام المجاشعي ؛ والمراد بالغريين هنا مكان بالكوفة ، والغريّان منارتان بناهما المنذر الأكبر على قبرين لنديميه وكان يغريهما أي يطليهما بالدماء وفي تفسير المراد منهما كلام كثير ذكره البغدادي ؛
(٣) أول سورة الدهر ؛