[معنى : لا وبل ولكن]
[وشرط العطف بها]
[قال ابن الحاجب :]
«ولا ، وبل ، ولكن ، لأحدهما معيّنا ، ولكن لازمة للنفي» ؛
[قال الرضي :]
اعلم أن «لا» لنفي الحكم عن مفرد ، بعد إيجابه للمتبوع ، فلا تجيء إلّا بعد خبر موجب ، أو أمر ، ولا تجيء بعد الاستفهام والتمني والعرض والتحضيض ونحو ذلك ، ولا بعد النهي ؛ تقول : ضربت زيدا لا عمرا ، واضرب زيدا لا عمرا ؛ ولا تعطف بها الاسمية ، ولا الماضي على الماضي فلا يقال : قام زيد لا قعد ، لأنه جملة ، ولفظة «لا» موضوعة لعطف المفردات ، وقد تعطف مضارعا على مضارع ، وهو قليل ، نحو : أقوم ، لا أقعد ، والمجوّز : مضارعته للاسم ، فكأنك قلت : أنا قائم لا قاعد ؛
ولا يجوز تكريرها ، كسائر حروف العطف ، لا تقول : قام زيد لا عمرو ، لا بكر ، كما تقول : قام زيد وعمرو وبكر ، ولو قصدت ذلك : أدخلت الواو في المكرر ، فقلت : ولا بكر ولا خالد ، فتخرج «لا» عن العطف ، وتتمحّض لتأكيد النفي ، لدخول العاطف عليها ؛ وهذه الزائدة لا تدخل على العلم ؛ تقول أنت غير قائم ولا قاعد ، وغير القائم ولا القاعد ؛ ولا تقول : أنت غير زيد ولا عمرو ، بل تقول : غير زيد وعمرو ، وقد مرّ هذا في قسم الأسماء (١) ،
ومنع الزجّاج من مجيء «لا» العاطفة بعد الفعل الماضي ، وردّ عليه بقول امرئ القيس :
__________________
(١) عند الكلام على «غير» في باب الاستثناء ، في الجزء الثاني ؛