وقيل : إن أصل «من» الاستغراقية في الأصل : ابتدائية ، أي : ما جاءني من أحد ، إلى ما لا يتناهى ؛
وقد تجيء للتعليل ، نحو : لم آتك من سوء أدبك ، أي من أجله ، وكأنها ابتدائية ، لأنّ ترك الإتيان ، حصل من سوء الأدب ؛
وتكون «من» مضمومة الميم ، ومكسورتها ، بمعنى تاء القسم ، ولا تدخل إذن ، إلا على لفظ «الرّبّ» كاختصاص التاء بالله ، وشذ دخول كل واحدة منهما على معمول الأخرى ، نحو : تربّي ، و : من الله ، وهي حرف جرّ عند سيبويه ، جاز ضم ميمه في القسم خاصة ، وقيل : المكسورة الميم ، مقصورة من يمين ، والمضمومتها مقصورة من أيمن ؛
وتكون «من» في الظروف بمعنى «في» كما تقدم ؛ وتختص «من» بجرّ : قبل ، وبعد ، وعند ، ولدى ، ومع ؛ يقال جئت من معه أي من عنده ، وكذا «بله» نحو : فمن بله أن يأتي بالصخرة ، وقد ذكرنا ذلك في أسماء الأفعال (١) ؛
واختصّت أيضا بجرّ : عن ، وعلى ، اسمين ؛
[إلى ـ حتى]
[في ـ الباء ـ اللام]
[قال ابن الحاجب :]
«وإلى ، للإنتهاء ، وبمعنى «مع» قليلا ؛ وحتى ، كذلك»
«وبمعنى مع ، كثيرا ، وتختص بالظاهر ، خلافا للمبرد ،»
«وفي ، للظرفية وبمعنى على ، قليلا ، والباء للإلصاق ،»
__________________
(١) في الجزء الثالث من هذا الشرح ؛