[حرف الرّدع]
[وأوجه استعماله]
[قال ابن الحاجب :]
«حرف الردع : كلّا ، وقد جاء بمعنى : حقّا» ؛
[قال الرضي :]
الردع بمعنى الزجر ، تقول لشخص ، فلأن يبغضك ، فيقول : كلّا ، ردعا لك ، أي : ليس الأمر كما تقول ، وتكون ، أيضا ، ردعا للطالب ، كقوله تعالى : (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ، كَلَّا)(١) ؛ وقد يكون (كَلَّا) ، من كلام المتكلم بما قبلها ، وذلك إذا أخبر عن غيره بشيء منكر ، فيذكر بعده «كلّا» بيانا لكونه منكرا ، كقوله تعالى : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ، كَلَّا)(٢) ، وقد يكون (كَلَّا) بمعنى «حقّا» كقوله تعالى : (كَلَّا ، وَالْقَمَرِ)(٣) ، و : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى)(٤) ، فيجوز أن يجاب بجواب القسم ، كما في الآية ، وأن لا يجاب ، كقوله تعالى : (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ)(٥) ، و : (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ)(٦) ، وليست للردع ، إذ لا معنى له إلّا بالنظر إلى ما قبلها ؛
وقد تحتمل المعنيين ، كما في قوله : (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ، كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً)(٧)
__________________
(١) من الآيتين ٩٩ ، ١٠٠ ـ المؤمنون ؛
(٢) الآيتين ٨١ ، ٨٢ سورة مريم.
(٣) الآية ٣٢ سورة المدثر ؛
(٤) الآية ٦ سورة العلق ؛
(٥) الآية ٢٠ سورة القيامة ؛
(٦) الآية ٢٦ سورة القيامة ؛
(٦) الآية ٢٦ سورة القيامة ؛