وقيل إن «أن» في قوله «أَنِ اعْبُدُوا» : زائدة ؛ والأصل عدم الحكم بالزيادة ، ما كان للحكم بالأصالة محتمل ؛
وتمسّك المجيز لتفسيرها مفعول صريح القول بقوله تعالى : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا ..)(١) قال : التقدير : قائلا بعضهم لبعض أن امشوا ؛
وأجيب : إمّا بأنه زائد ، أو بأن صريح القول المقدر كالفعل المؤوّل بالقول في عدم الظهور ، أو بأن انطلق متضمن لمعنى القول ، لأن المنطلقين من مجلس يتفاوضون فيما جرى فيه ؛ أو بأن : انطلق الملأ بمعنى : انطلقوا في القول وشرعوا فيه ؛
وينبغي أن تعرف أنّ ما بعد «أن» المفسّرة ، ليس من صلة ما قبلها ، بل يتم الكلام دونه ، ولا يحتاج إليه إلّا من جهة تفسير المبهم المقدر فيه ، فقوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٢) ، ليست «أن» فيه مفسّرة ، لأن قوله تعالى : (أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) خبر المبتدأ المتقدم ؛
ولا منع ، لو ارتكب مرتكب أن المسمّاة بالمفسّرة : زائدة في مفعول ما هو بمعنى القول ، فمعنى أمره أن قم : أي قال له قم ، بتأويل أمر ، بقال ، أو بتقدير «قال» بعده على الخلاف المذكور في أفعال القلوب (٣) ، و «أن» زائدة ، وهذا يطرد في جميع الأمثلة ؛
__________________
(١) الآية ٦ سورة ص ؛
(٢) الآية ١٠ سورة يونس ؛
(٣) ص ١٦٦ في هذا الجزء ؛