قلت : ولم أَسْمَعِ «الْخَفُوتَ» ـ في نَعْتِ النساء ـ لغير الليث.
ورَوى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الخُفْتُ ـ بضمِّ الخاء وسكونِ الفاء ـ : السَّذَابُ.
قال : وهو الفَيْجَلُ والْفَيْجَنُ.
وقال الجَعْدِيُّ :
فَلَسْتُ ـ وإِنْ عَزُّوا عَلَيَّ ـ بهَالِكٍ |
خُفَاتاً ولا مُسْتَهْزِمٍ ذَاهِبِ الْعَقْلِ |
وقال أبو عمرٍو : «خُفَاتاً» ـ أَيْ : فُجَاءَةً. و «مُسْتَهْزِمٍ» أيْ : جَزُوعٍ.
ويقال : خَفَتَ من النُّعَاسِ ـ أي : سكَنَ.
قلت : ومعنى قوله : «خُفَاتاً» ـ أيْ : ضَعْفا : وتذلُّلاً.
وأنشد أبو عُبيدٍ في «خَفَتَ» ـ بمعنى سَكَنَ ـ :
حتَّى إذا خَفَتَ الدُّعَاءُ وصُرِّعَتْ |
قَتْلَى كَمُنْجَدِعٍ مِنَ الغُلَّانِ |
وزرْعٌ خافتٌ ـ إذا كان غَضّاً طريّاً ناعماً.
فخت : قال الليث : إذا مشَتِ المرأةُ مُجَنْبَخَةً قيل : تفَخَّتَتْ تفخُّتاً.
قال : أَظنُّ ذلك مشتقّاً من مَشْي الفَاخِتَةِ ـ الطائرِ ـ وجمعها : الفَوَاخِتُ.
أبو عُبَيدٍ ـ عن الكسائيِّ ـ : الفَخْتُ ضوْءُ القمر .. يقالُ : جلسْنَا في الفَخْتِ.
وقال شَمِرٌ : لم أَسمَعِ «الفَخْتَ» إلَّا ههنا.
قال : ويقال : هو يَتَفَخَّتُ ـ أي : يَتعجَّبُ ، فيقولُ : ما أَحْسَنَهُ!!!.
أبو العبّاس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : «الفَخْتُ» : نَشْلُ الطَّبَّاخِ الفِدْرَةَ من القِدْرِ.
فتخ : في حديث النبي صَلَى الله عليه وسلم : «أَنّهُ كَانَ إذَا سَجَدَ جَافَى عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ ، وفَتَحَ أَصَابعَ رِجلَيْهِ».
قال أبو عبيد : قال يحيى بنُ سعيد : الْفَتْخُ : أَنْ يَصْنَعَ هكذا ـ ونصب أصابعَه ثمَّ غمزَ موضِعَ الْمَفَاصِلِ منها إلى باطن الرَّاحَةِ.
يعني : أنه كان يفعل ذلك بأصابع رِجليه في السُّجود.
قال : وقال الأصمعيُّ : أصْلُ الفَتْخ : اللِّينُ.
ويقال للبراجِم ـ إذا كان فيها لِينٌ أو عِرَضٌ ـ : إنها لَفُتْخٌ.
ومنه قيل للعُقَابِ : فَتْخَاءُ .. لأنَّها إذا انحَطَّتْ كَسَرَتْ جَنَاحَيْها وغمَزَتْهُمَا ، وهذا لا يَكونُ إلَّا مِن اللِّين.
وأنشد :
كأنِّي بِفَتخَاء الجَناحَيْنِ لَقُوَّةٍ |
دَفُوفٍ مِن الْعُقْبَانِ طَأْطأْتُ شِمْلَالِي |
وقال أبو العباس أحمدُ بن يَحيَى : فتَخَ أَصابع رِجليْهِ في السجود ـ إذا ثنَاهما.
قال : وأصل الفتْخِ : اللِّينُ.
قلت : يَثْنِيهِمَا إلى ظَهْرِ القَدَم لا إلى باطِنَها.
قال أبو العبَّاس : وقال ابن الأعرابيِّ : الْفَتْخَةُ : الخاتَمُ ، وجَمْعُهَا فَتَخٌ.
وأنشد :