قلت : وقد ذكَرَ الليثُ «المَرِيخَ» بهذا المعنى ـ في باب «مَرَخَ» وجَمَعَه : «أَمْرِخَةً».
وجَعَلَه في هذا الباب مُرَيَّخاً ـ بتشديد الياء ـ ولم أَسْمَعْه لغيره.
وأما «التَّرْييخُ» ـ بمعنى التَّوْهين والتضعيف ـ فهو صحيح.
وقد رَاخَ يَرِيخُ رُيُوخاً ـ إذا استَرْخَى وكذلك : دَاخَ.
ورَوَى ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ : رَاخَ يَرِيخُ ـ إذا تَبَاعَدَ ما بين فَخِذَيه ، وانْفَرَجَ ..
حتى لا يَقْدِرَ عَلَى ضمهما. وأنشد :
أَمْسَى حَبِيبٌ كالْفُرَيخِ رَائِخَا |
بَاتَ يُمَاشِي قُلُصاً مَخَائخَا |
صَوَادِراً عَنْ شُوكَ أَوْ أُضَايخَا
ورخ : أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ : أَوْرَخْتُ العَجِينَ ـ إذا أكثرتُ ماءَه حتى يَسْتَرْخِي وقد وَرخَ يَوْرَخُ.
واسم ذلك العجين : الْوَرِيخَةُ.
رخو : قال الليث : الرِّخْوُ والرَّخْوُ : لغتان في الشيء الذي فيه رَخَاوَةٌ.
قلتُ : اللُّغَةُ الجَيِّدَة : الرِّخْوُ ـ بكسر الراء ـ.
قاله الفرَّاء والأصمعيُّ.
قالا : والرَّخْوُ ـ بفتح الراء ـ مولَّدٌ ، والأُنثَى : بالهاء.
وقال الليثُ : الرَّخَاءُ : سَعَة العَيش.
يقال : إنه في عَيْشٍ رَخِيٍ ، وهو رَخِيُ البال ـ إذا كان ناعِمَ الحال.
ويقال : إنّ ذلكَ الأمرَ لَيَذْهَبُ مِنِّي في بالٍ رَخِيٍ ـ إذا لم يُهْتَمَّ لهُ.
قال : واسْتَرْخَى به الأمرُ واسترخَتْ بهِ حَالُه ـ إذا وقع في حَالٍ حَسَنَةٍ بعد ضيقٍ وشدَّة.
ويقال : رَخِيَ يَرْخَى رَخَاءً فهو رَخِيٌ ـ أي : ناعِمٌ. وهو رَاخِي البال.
وأنشد أبو عبيد قول طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ :
فَأَبَّلَ واسْتَرْخَى بِهِ الْخَطْبُ بَعْدَ ما |
أَسَافَ وَوَلَا سَعْيُنَا لَم يُؤبِّلِ |
«استَرْخَى بهِ الخَطْبُ» ـ أي : أَرْخَاهُ خطْبُهُ ونَعَّمَهُ وجعَله في رَخَاءٍ وَسَعةٍ بعد ذهاب مَالِه.
وقال الليثُ وغيرُه : الرُّخَاءُ ـ من الرِّياح ـ اللّيِّنَةُ السَّرِيعةُ التي لا تزَعْزِعُ شَيْئاً.
قال الله جلّ وعزّ : (تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ) [ص : ٣٦] يعني الرِّياحَ .. أَنها تَهُبُّ ليِّنَةً بأمره.
ونَحْوَ ذلك قال أهلُ التفسير.
وقال الليثُ : التّرَاخِي هو التَّقَاعُسُ عن الشيء.
قال : والمرَاخاةُ : أَنْ تُرَاخِيَ رِباطاً أو رِبَاقاً.
ويقال : رَاخِ له مِن خِنَاقِه ـ أيْ : رَفِّهْ عنه.
وأَرْخِ له قَيْدَه ـ أي : وَسِّعْهُ ولا تُضَيِّقْه.
ويقال : أَرْخِ له الْحَبْلَ ـ أيْ : وسِّعْ عليه الأمرَ في تصرُّفه ـ حتى يَذْهَبَ حيث شاءَ.