يَرْجبُه رَجْباً ورُجُوباً ، ورَجَّبَه تَرجِيباً ، وأَرْجَبَه إِرْجَاباً.
ومِنه قَول الحُباب بن المُنْذر : أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك ، وعُذَيقُها المرجَّب.
قلت : وأما أَبو عُبَيْدة والأصْمَعيّ ، فإنَّهما جَعَلا المُرَجَّبَ ها هنا من الرُّجْبَة ، لا من التَّرْجِيب الذي هو من التَّعظيم.
قالا : والرُّجْبَة والرُّجْمَة بالْبَاء والميم : أَن تُعْمَدَ النَّخْلَةُ الكريمة إذا خِيفَ عليها أَنْ تقعَ لِطولها وكثْرَةِ حَمْلها بِبِناءٍ من حِجارَةٍ تُرَجَّبُ به أي تُعْمَدُ به ، ويكونُ تَرجيبُها أن يجعل حولها شوك إذا وقرت ، لئلا يَرْقأ فيها راقٍ ، فيجْنى ثمرها.
وقال الأصمعي : الرُّجْمَة بالميم البِناءُ من الصّخر تُعْمَدُ به النّخْلة ، والرُّجْبَةُ أنْ تُعْمَدَ النَّخلةُ بخشَبَة ذاتِ شُعْبَتين.
أبو عبيدة : رَجبتُ فلاناً بقَوْلٍ سِّيء ، ورجَمْتُه بمعنى صَككْتُه.
قال أبو تراب : وقال أبو العَميثل مِثْلَه.
أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : الأرْجَابُ الأمْعاءِ ، ولم يَعْرِفْ واحِدَها.
ورَوى ثعلب عن ابن الأعْرابيّ ، قال : الرَّجْبُ المِعَى : قال : والرَّاجِبَةُ البُقْعَةُ الملساءُ بين البَراجِم. قال : والبراجمُ المُشَنَّجاتُ في مَفَاصِل الأصَابع ، وفي كلِّ إصْبَع ثلاثُ بُرْجُمات ، إلّا الإبْهام فلها بُرْجُمَتان.
وقال الليث : بُرْجُمَة الطَّائر. الإصْبَع التي تلي الدّائرة من الجانِبين الوحْشِيّيْن من الرِّجلين.
قال : ورجَّبتُ النّخْل تَرْجِيباً ، وهو أن تُوضَع عُذُوقُها على سَعفِها ، ثم تُنْضَدُ وتُشَدُّ بالخوص ، لئلا يَنْفُضُها الريح ، وقد يقال أيضاً : هو أن يُوضَعَ الشَّوك حَوْل العُذُوق لِئَلَّا تُقْطَف. وأنشد أبو عبيد :
والعادِياتُ أسابِيُّ الدِّماء بها |
كأَنَّ أعْناقَها أنْصابُ ترْجِيبِ |
وهذا البيت يَدُلُّ على صِحَّةِ قول من جَعلَ الترجِيبَ دعْماً للنّخلة.
برج : قال الليث : البُرْجُ واحِدٌ من بُرُوج الفَلَك ، وهي اثنا عَشَر بُرْجاً ، كلّ بُرْج منها مَنزِلان ، وثُلُثٌ مَنْزِلٌ للقمر ، وثلاثون دَرجةً للشمس إذا غاب منها سِتّة ولكلّ بُرْج اسمٌ على حدة فَأَوَّلها الحَمَلُ ، وأول الحَمل الشَّرَطان ، وهما قَرْنا الحَمَل كَوْكَبان أَبيضان إِلى جَنْب السَمكة ، وخَلْفَ الشَّرَطَيْن البُطَيْن ، وهي ثَلاثةُ كَواكب ، فهذان مَنْزِلان ، وثُلثُ الثريا من بُرْج الحمل.
وقال أَبو إسْحاق في قول الله : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١)) [البروج : ١] قيل : ذات البُروج ، ذاتِ الكواكب ، وقيل : ذاتِ القصُور ، لِقُصُورٍ في السَّماء.