بهمْ وأمضَى سَفَرٌ ما أمْضى
قال : أفضى بهم : بلغ بهم مكاناً واسعاً أَفضى بهم إليه حتى انقطع ذلك الطريق إلى شيء يعرفونه.
وقال ابن شُميل : الفضَاءُ ما استوى من الأرض. وقد أَفضيْنَا إلى الفضاء ، وجمعه أَفضِيَة.
وقال أبو زيد : يقال : تركتُ الأمر فضاً ، أي : تركتُه غير مُحْكم.
وقال أبو مالك : يقال : ما بقيَ في كِنانته إلّا سَهْمٌ فضاً ، أي : واحدٌ.
ويقال : بقيتُ من أقراني فَضَا ، أي : بقيتُ وَحْدي ؛ ولذلك قيل للأمر الضعيف غير المُحكَم : فَضاً ، مقصورٌ.
ويقال : متاعُهم بينَهم فَوْضى فَضاً ، أي : مختلطٌ مشترك.
وقال اللِّحياني أمرُهم فوْضَى بينهم ، وفضاً بينهم ، أي : سواء بينهم ، وأنشد :
طعامُهُم فَوْضَى فَضاً في رِحالِهمْ |
ولا يُحْسِنون الشرَّ إلّا تَنادِيا |
ويقال : هذا تمرٌ فَضاً في العَيْبَة مع الزَّبيب ، أي : مختلِط ، وأنشد :
فقلتُ لها يا خالتي لَكِ ناقتي |
وتمْرٌ فَضاً في عَيْبَتي وزَبيبٌ |
أي : منثور.
ويقال : الناس فَوْضَى : إذا كانوا لا أميرَ عليهم ولا مَن يَجْمَعهم.
فيض ـ فوض : قال الأصمعيّ : فاضت عينُه تفيض فَيْضاً : إذا سالت. اللحياني : فاض الماءُ يفيض فيضاً وفُيوضاً وفيضاناً.
وفَاضَ الحديثُ : إذا انْتَشَرَ.
ويقال : أفاضت العينُ الدمعَ تُفيضه إفاضةً.
وأفاضَ فلانٌ دَمعَه ، وأفاض إناءَه إفاضَةً : إذا أَتْأَقَهُ. وقال الله جلّ وعزّ : (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ) [البقرة : ١٩٨].
قال أبو إسحاق : دلّ بهذا اللفظ أنّ الوقوف بها واجبٌ ، لأن الإفاضة لا تكون إلّا بعد وقوف. ومعنى : أَفَضْتُمْ ؛ دفَعْتم بكثرة.
يقال : أفاض القومُ في الحديث : إذا اندَفَعوا فيه وأَكثروا.
وأفاضَ البعيرُ بجَرَّته : إذا رَمَى بها مفرَّقةً كثيرة.
وقال الراعي :
وأَفَضْنَ بعدَ كظومِهنّ بجرّةٍ |
من ذي الأباطِح إذْ رَعَيْنَ حَقيلا |
وأفاضَ الرجُل بالقِداح إفاضةً : إذا ضَرَب بها ؛ لأنها تقع مُنْبَثَّةً متفرقة ويجوز :
أفاضَ على القِداح.
وقال أبو ذؤيب الهذليّ يصفُ الْحُمُر :
وكأنهنّ رِبابةٌ وكأنَّه |
يَسَرٌ يُفيضُ على القِداح ويَصْدَعُ |