قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تهذيب اللغة [ ج ١٢ ]

86/325
*

ما انحدَرَ من الأرض ، وجمعُه أصْبَاب.

وقال رُؤْبة :

* بَلْ بَلَدٍ ذي صُعُدٍ وأصْبابْ *

وفي حديث عُتبة بن غَزْوانَ أنّه خطب الناسَ فقال : «ألّا إنّ الدنيا قد آذَنَتْ بصَرْم ، ووَلَّت حَذّاء ، فلَم يَبقَ فيها إلا صُبابةٌ كصُبابة الإناء».

وَلّت حَذّاء ، أي : مُسرِعةً.

وقال أبو عُبَيد : الصبابةُ : البَقِيَّةُ اليسيرةُ تَبقَى في الإناء من الشّراب ؛ فإذا شَرِبها الرجل قال : تَصابَبْتُها.

وقال الشَّماخ :

لَقَوْمٌ تَصابَبْتُ المعيشةَ بَعْدَهُمْ

أَشدُّ عليّ من عِفَاءٍ تَغَيَّرا

فشبّه ما بَقي من العَيْشِ ببقيّة الشّراب يتمزّزُه ويتصَابُّه.

وفي حديث عُقْبة بنِ عامر أنّه كان يَختَضِب بالصَّبِيب.

قال أبو عُبيد : الصَّبِيب يقال : إنَّه ماء وَرَق السِّمْسم أو غيرِه من نباتِ الأرض.

وقد وُصِف لي بمصر ، ولونُ مائِه أحمرُ يعلوه سواد ، ومنه قول علقمة بن عَبَدَةَ :

فأورَدْتُها ماءً كَأنّ جِمامَه

من الأجْنِ حِنَّاءٌ معاً وصَبِيبُ

وقال الليث : الدّمُ ، والعُصْفُر المُخلِص ؛ وأنشد :

يَبْكُون من بَعد الدُّموعِ الغُزَّرِ

دَماً سِجالاً كصبِيب العُصْفُرِ

وقال غيرُه : يقال للعَرَق صَبيبٌ ، وأنشد قولَه :

* هَواجِرٌ تحْتَلِبُ الصَّبيبَا*

وقال أبو عمرة : الصَّبيبُ : الجليدُ ، وأنشد في صفة الشّتاء :

ولا كلْبَ إلا والِجٌ أنفَه استَنّه

وليس بها إلّا صَباً وصَبِيبُها

أبو العباس عن ابن الأعرابي : صبّ الرجلُ : إذا عشِق ، يَصبّ صَبابةً.

والصبابةُ : رقةُ الهوى. قال : وصُبّ الرجلُ والشيءُ : إذا مُحِق.

عمرو عن أبيه : صَبْصَب : إذا فرّق جيشاً أو مالاً.

قال الليث : رجلٌ صَبٌ ، وامرأةٌ صَبّة ، والفعل يَصبُ إليها عِشقاً ، وهو صبٌ قال : والصبيبُ : الدور (١). والعصفر المخلص ؛ وأنشد :

يبكون من بَعد الدموع الغُزّر

دماً سجالاً كسجال العُصفُر

أبو عُبيد عن الأصمعي : خِمْسٌ صبْصَاب وبَصبَاص وحَصْحَاص ، كلّ هذا السيرُ

__________________

(١) هي محرفة عن «الدم».