قال سيبويه : وزعم يونس : أن أبا عمرو كان يقول : داري من خلف دارك فرسخان شبهه : بدازك مني فرسخان.
قال : وتقول في البعد زيد مني مناط الثريا كما قال :
وإنّ بني حرب كما قد علمتم |
|
مناط الثّريّا قد تعلّت نجومها (١) |
واعلم أنه لا يجوز : أنت مني مربط الفرس وموضع الحمار ؛ لأن ذلك شيء غير معروف في تقريب ولا تبعيد وجميع الظروف من الأمكنة خاصة تتضمن الجثث دون ظرف الأزمنة تقول : زيد خلفك والركب أمامك والناس عندك وقد مضى تفسير هذا ذلك أن تجعل الظروف من المكان مفعولات على السعة كما فعلت ذلك في الأزمنة.
__________________
(١) يكثر حذف" في" من كل اسم مكان يدلّ على معنى القرب أو البعد حتّى يكاد يلحق بالقياس نحو : " هو منّي منزلة الولد" و" هو مني مناط الثّرّيا فالأوّل : في قرب المنزلة ، والثاني : في ارتفاع المنزلة ، ومن الثاني قول الشاعر :
وإنّ بني حرب كما قد علمتم |
|
مناط الثّريّا قد تعلّت نجومها |
(يقول : هم في ارتفاع المنزلة كالثّريا إذا استعلت ، ومناطها السّماء ونطت الشيء بالشيء إذا علّقته به) انظر معجم القواعد العربية ٢٥ / ٦٤.