محمر إذا كان اسم رجل فإنك إذا رخمته تركت الراء الأولى مجزومة ؛ لأن ما قبلها متحرك فقلت : يا محمر أقبل ولقائل أن يقول : هلّا رددت الحركة فقلت : يا محمر أقبل إذ كان الأصل محمررا كما رددت الياء في (قاضي) فالجواب في ذلك : أنك إنما رددت الياء في (قاضي) لأنك لم تبن الواحد على حذفها كما بنيت (دم) على الحذف ومحمر لم تلحق الراء الأخيرة بعد إن تم بالأولى ولم يتكلم بأصله.
فإن كان آخر الاسم حرفا مدغما بعد الألف وأصل الأول منهما السكون أعني الحرفين المدغم أحدهما في الآخر حركته إذا رخمته بحركة ما قبله ، وذلك نحو : اسحارّ يا هذا تقول : يا اسحار فتحركه بحركة أقرب المتحركات منه.
وكذلك تفعل بكل ساكن احتيج إلى حركته من هذا الضرب.
قال رجل من أزد السراة :
ألا ربّ مولود وليس له أب |
|
وذي ولد لم يلده أبوان (١) |
ففتح الدال بحركة الياء لما احتاج إلى تحريكها ؛ لأن الفتحة قريبة منها وأسحار اسم وقع مدغما آخره وليس لرائه الأولى نصيب في الحركة.
واعلم أن الأسماء التي ليست في أواخرها هاء أن لا يحذف منها أكثر.
__________________
(١) معنى" ربّ" التّكثير ، وتأتي للتّقليل فالأوّل كقوله عليه الصلاة والسّلام : (يا ربّ كاسية في الدّنيا عارية يوم القيامة). والثاني كقول رجل من أزد السّراة :
ألا ربّ مولود وليس له أب |
|
وذي ولد لم يلده أبوان |
(سكنت اللام من يلده تشبيها بكتف فالتقى ساكنان حركت الدال بالفتح اتباعا للياء)
وقد تحذف" ربّ" ويبقى عملها بعد الفاء كثيرا كقول امرئ القيس :
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع |
|
فألهيتها عن ذي تمائم محول |
(طرق : أتى ليلا ، " التمائم" التعاويذ ، " محول" أتى عليه حول)
وبعد الواو أكثر كقول امرئ القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله |
|
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي |
(السدول : الستائر واحدها : سدل ، ليبتلي : ليختبر). انظر معجم القواعد ١١ / ٢٠.