ولا يكادون يحذفون (يا) من النكرة ويقولون : وا زيد في النداء ويقولون : وأ أي زيد.
قال أبو العباس : إنما قالوا : هذا ابنم ورأيت ابنما ومررت بابنم فكسروا ما قبل الميم إذا انكسرت وفعلوا ذلك في الضم والنصب ؛ لأن هذه الميم زيدت على اسم كان منفردا منها وكان الإعراب يقع على آخره فلما زيدت عليه ميم أعربت الميم إذ كانت طرفا وأعربت ما قبلها إذ كانت تسقط فرجع الإعراب إليه وقولك وقد يخفف الهمز فتقول : مر فيقع الإعراب على الراء فلذلك تبعت الهمزة وكذلك إذا قلت : يا زيد بن عمرو جعلتهما بمنزلة واحدة اسم واحد واتبعت الدال حركة ابن فهو مثل ابنم وقال في قولهم : اللهم اغفر لنا أيتها العصابة.
لا يجوز : اللهم اغفر لهم أيتها العصابة.
وقال : قلت لأبي عثمان : ما أنكرت من الجال للمدعو قال : لم أنكر منه إلا أن العرب لم تدع على شريطة لا يقولون يا زيد راكبا أي ندعوك في هذه الحال ونمسك عن دعائك ماشيا ؛ لأنه إذا قال : يا زيد فقد وقع الدعاء على كل حال.
قال : قلت : فإنه إن احتاج إليه راكبا ولم يحتج إليه في غير هذه الحال فقال : يا زيد راكبا أي أريدك في هذه الحال قال : ألست قد تقول : يا زيد دعاء حقا قلت : بلى قال : علام تحمل المصدر قلت ؛ لأن قولي : يا زيد كقولي : أدعو زيدا فكأني قلت : أدعو دعاء حقا قال : فلا أرى بأسا بأن تقول على هذا : يا زيد قائما وألزم القياس.
قال أبو العباس : ووجدت أنا تصديقا لهذا قول النابغة :
قالت بنو عامر خالوا بني أسد |
|
يا بؤس للجهل ضرّارا لأقوام (١) |
__________________
(١) على أن المبرد أجاز أن ينصب عامل المنادى الحال ، نحو : يا زيد قائما ، إذا ناديته في حال قيامه. قال : ومنه يا بؤس للجهل ... والظاهر أن عامله بؤس الذي هو بمعنى الشدة ، وهو مضاف إلى صاحب الحال ، أعني الجهل تقديرا لزيادة اللام.
أقول : من جعل عامل الحال النداء جعل الحال من المضاف ؛ وفيه مناسبة جيدة ، فإن الجهل ضار وبؤسه ضرار ، ومن جعل ضرارا حالا من المضاف إليه جعل العامل المضاف. وممن جعله من المضاف إليه الأعلم ،