والصلة التي أوجبت البناء في زيد هي التي أوجبت البناء في عمرو وهما في ذلك سواء ألا ترى أنهم يقولون : يا عبد الله وزيد فيضمون الثاني والأول منصوب لهذه العلة ولو لا ذلك لما جاز وليس مثل هذا في سائر ما يعطف عليه.
القسم الرابع وهو ما عطف على شيء موصول لا يتم إلا بصلته :
وذلك قولك : ضربت الذي في الدار وزيدا عطفت على الذي مع صلتها ولو عطفت على الذي مفردا لم يجز ولم يكن اسما معلوما وكذلك (من) إذا كانت بمعنى الذي تقول ضربت من في الدار وزيدا ومثل ذلك (ما) إذا كانت بمعنى (الذي) تقول : أخرجت ما في الدار وزيدا فالذي ومن وما مبهمات لا تتم في الإخبار إلا بصلات وما يوصل فيكون كالشيء الواحد (أن) مع صلتها تكون كالمصدر نحو قولك : يعجبني أن تقوم فموضع أن تقوم رفع ؛ لأن المعنى : يعجبني قيامك وكذلك إن قلت : كرهت أن تقوم فموضع أن تقوم نصب وعجبت من أن تقوم خفض فتقول على هذا : عجبت من أن يقوم زيد وقعودك تريد : من قيام زيد وقعودك.