بدون ذنبِكَ فالحقْ عندهم بهمُ |
|
ودع لحاقَكَ بي إن كنت تنوينيِ |
القصيدة (٥٨) بيتاً.
وله من قصيدة قوله :
بالمصطفى وبصهرِهِ |
|
ووصيِّه يومَ الغدير |
الشاعر
أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجّاج النيلي البغدادي ، أحد العمد والأعيان من علماء الطائفة ، وعبقريّ من عباقرة حملة العلم والأدب ، وقد عدّه صاحب رياض العلماء (١) من كبراء العلماء ، كما عدّه ابن خلّكان (٢) وأبو الفداء من كبار الشيعة ، والحموي في معجم أدبائه (٣) من كبار شعراء الشيعة ، وآخر من فحول الكتّاب ، فالشعر كان أحد فنونه ، كما أنّ الكتابة إحدى محاسنه الجمّة ، وله في العلم قننٌ راسية ، وقدمٌ راسخة ، غير أنّ انتشار أدبه الفائق ، ومقاماته البديعة فيه ، وتعريف الأدباء إيّاه بأدبه الباهر ، وقريضه الخسروانيّ والثناء عليه بأنّه ثاني معلّميه كما في نسمة السحر (٤) ، أخفى صيت علمه الغزير ، وغطّى ذكره العلميّ ، ونحن نقوم بواجب الحقّين جميعاً.
ينمُّ عن مقامه الرفيع في العلوم الدينيّة وتضلّعه فيها وشهرته في عصره بها تولّيه الحسبة (٥) مرّةً بعد أخرى في عاصمة العالم في ذلك اليوم ـ بغداد ، وهي من
__________________
(١) رياض العلماء : ٢ / ١١.
(٢) وفيات الأعيان : ٢ / ١٧١ رقم ١٩٢.
(٣) معجم الأدباء : ٩ / ٢٢٩.
(٤) نسمة السحر : مج ٧ / ج ١ / ٢٠٥.
(٥) كما في تاريخ ابن خلّكان [٢ / ١٦٨ رقم ١٩٢] ، تاريخ ابن كثير [١١ / ٣٧٨ حوادث سنة ٣٩١ ه] ،