أخذنا القصيدة من الجزء الأوّل من ديوان ناظمها (١) وهي مفتتح ديوانه ، والديوان مرتّبٌ على السنين في ستّة أجزاء توجد منه نسخة مقروءة على نفس السيّد الشريف علم الهدى. وذكر ابن شهرآشوب (٢) لسيّدنا الشريف المرتضى أبياتاً قالها في عيد الغدير. راجع الجزء الثالث من مناقبه (ص ٣٢).
الشاعر
السيّد المرتضى علم الهدى ذو المجدين ، أبو القاسم عليّ بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام.
لا عتب على اليراع إذا وقف عن تحديد عظمة الشريف المبجّل ، كما أنّه لا لوم على المِدْرهِ (٣) اللَّسِن إذا تلجلج في الإفاضة عن رفعة مقامه ؛ فإنّ نواحي فضله لا تنحصر بواحدة ، ولا إنّ مآثره معدودة يحاولها البليغ المفوّه ، ويتحرّى الإبانة عنها الكاتب المتشدِّق ، أو يلقي عنها الخطيب المفصح ، فإلى أيّ منصّةٍ من الفضيلة نحوت فله فيها الموقف الأسمى ، وإلى أيِّ صهوةٍ وقع خيالك فله هنالك مرتبع ممنّع ، فهو إمام الفقه ، ومؤسِّس أصوله ، وأستاذ الكلام ، ونابغة الشعر ، وراوية الحديث ، وبطل المناظرة ، والقدوة في اللغة ، وبه الأُسوة في علوم العربيّة كلّها ، وهو المرجع في تفسير كتاب الله العزيز ، وجماع القول أنّك لا تجد فضيلة إلاّ وهو ابن بجدتها.
أضف إلى ذلك كلّه نسبه الوضّاح ، وحسبه المتألّق ، وأواصره النبويّة الشذيّة ، ومآثره العلويّة الوضيئة إلى أياديه الواجبة في تشييد المذهب ، ومساعيه المشكورة عند الإماميّة جمعاء ، وهي التي خلّدت له الذكر الحميد والعظمة الخالدة ، ومن هذه
__________________
(١) ديوان الشريف المرتضى : ١ / ٤٧٩.
(٢) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٥١.
(٣) المِدْره : الخطيب المفوّه.