فانتماء المترجَم إلى بني مروان هؤلاء بعلاقة خالهم باذ المتّحد معه في العنصر الكردي ؛ فعلى ما ذكرنا لا يكون لقول من قال (١) : إنّ البشنوي توفّي سنة (٣٧٠) مقيلٌ من الحقيقة ؛ فإنّ التاريخ يشهد بحياته بعدها بعشر سنين.
ذكر صاحب معالم العلماء (٢) : للمترجَم كتاب الدلائل والرسائل البشنويّة ، وقال ابن الأثير في اللباب (١ / ١٢٧) : وله ديوان مشهور.
كانت في العراق في شرقي دجلة طوائف كثيرة من الأكراد ينتمون إلى حصون وقلاع وبلاد كانت لهم في نواحي الموصل والإربل ، ومنهم :
البشنويّة :
ومنها شاعرنا المترجَم ، كانت تسكن هذه الطائفة فوق الموصل قرب جزيرة ابن عمر (٣) ، وبينهما نحو من فرسخين ، وما كان يقدر صاحب الجزيرة ولا غيره ـ مع مخالطتهم للبلاد ـ عليها. قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (٤) : وهي بيد هؤلاء الأكراد منذ سنين كثيرة نحو الثلاثمائة سنة ، وفيهم مروّة وعصبيّة ، ويحمون من يلتجئ إليهم ويحسنون إليه. انتهى.
ولهذه الطائفة هناك قلاع منها قلعة برقة ، وقلعة بشير ، وقلعة فنك ، ومن أمرائها صاحب قلعة فنك الأمير أبو طاهر ، والأمير إبراهيم ، والأمير حسام الدين من أمراء القرن السادس. ومنهم :
__________________
(١) ذكره صاحب أعيان الشيعة : ١ / ٣٨٧ [٦ / ١١]. (المؤلف)
(٢) معالم العلماء : ص ٤٢ رقم ٢٦٨.
(٣) جزيرة ابن عمر : بلدة فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام ، ولها رستاق مخصب واسع الخيرات ، وأحسب أنّ أوّل من عمرها الحسن بن عمر بن الخطّاب التغلبي ، وهذه الجزيرة تحيط بها دجلة إلا من ناحية واحدة شبه الهلال ، ثمّ عُمل هناك خندق أُجري فيه الماء فأحاط بها الماء من جميع جوانبها ، ويقال في النسبة إليها : جزري. معجم البلدان [٢ / ١٣٨]. (المؤلف)
(٤) معجم البلدان ٤ / ٢٧٨.