ما يتبع الشعر والشاعر
هذه الأبيات من قصيدة لأبي العلاء توجد في لزوم ما لا يلزم (١) (٢ / ٣١٨) قال شارحه المصري : غدير خم ، بين المدينة ومكّة على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة عن الطريق ، ويشير أبو العلاء بقوله : ولا أضحى ، إلى التشيّع لعليّ ، ففيه قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليٍّ رضى الله عنه منصرفه من حجّة الوداع : «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ، والشيعة يقصدون هذا المكان ، ولذلك قال شاعرهم :
ويوماً بالغدير غدير خمّ (٢) |
|
أبان له الولاية لو أُطيعا |
كان حقّا علينا أن ننوّه بذكر هذه الأبيات في الجزء الأوّل عند ذكر عيد الغدير.
كما كان لنا أن نذكر كلام من علّق عليها في طبقات رواة حديث الغدير ، فإذ فاتنا العثور عليها هناك استدركناه هاهنا.
وقد كثر المترجمون لأبي العلاء المعرّي حتى عاد أمره ورفعة مقامه في الأدب من أجلى الواضحات ، وإنّ ديوانه بمفرده أجلُّ شاهد على نبوغه.
وأوسع تراجمه وأحسنها ما ألّفه الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن العديم الحلّي المتوفّى (٦٦٠) وسمّاه كتاب الإنصاف والتحرّي في دفع الظلم والتجرّي
__________________
(١) لزوم ما لا يلزم : ٢ / ٤٦١.
(٢) هذا البيت من هاشميّات الكميت وفيه تصحيف ، والصحيح كما مرّ في الجزء الثاني : ص ١٨٠. ويوم الدوح دوحِ غديرِ خمّ أبان له الولاية لو أُطيعا (المؤلف)