سأل عبد الله بن مسعود : كم عدد الذين سيحكمون هذه الأمّة؟ فرد ابن مسعود قائلا:«لقد سألنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «اثني عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل» (١).
٢ ـ وجاء في تاريخ «ابن عساكر» نقلا عن ابن مسعود ، أنّهم سألوا النّبي عن عدد الخلفاء الذين سيحكمون هذه الأمّة ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ عدّة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى» (٢)
٣ ـ وورد في «منتخب كنز العمال» عن جابر بن سمرة قوله «سيحكم هذه الأمّة اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل» (٣).
وجاء مثل هذا الحديث أيضا في كتاب (ينابيع المودة) في الصفحة ٤٤٥ وكذلك في كتاب (البداية والنهاية) ، ج ٦ في الصفحة ٢٤٧ أيضا.
* * *
وتشير الآية بعد ذلك إلى وعد الله لبني إسرائيل حيث تقول : (وَقالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ).
وإنّ هذا الوعد سيتحقق إذا التزم بنو إسرائيل بالشروط التالية :
١ ـ أن يلتزموا بإقامة الصّلاة كما تقول الآية : (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ).
٢ ـ وأن يدفعوا زكاة أموالهم : (وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ).
٣ ـ أن يؤمنوا بالرسل الذين بعثهم الله ويحترموا وينصروا هؤلاء الرسل ، حيث تقول الآية (وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) (٤).
__________________
(١) مسند أحمد ، ص ٣٩٨ ، طبعة مصر ، سنة ١٣١٣.
(٢) كتاب فيض القدير في شرح الجامع الصغير ، ج ٢ ، ص ٤٥٩.
(٣) منتخب كنز العمال في حاشية مسند أحمد ، ج ٥ ، ص ٣١٢.
(٤) إنّ عبارة «عزرتموهم» مشتقة من مادة «تعزير» أي المنع أو العون ، أمّا حين تسمى بعض العقوبات الإسلامية بالتعزير فذلك لأنّ هذه العقوبات تكون في الحقيقة عونا للمذنب لكي يرتدع عن مواصلة الذنب ، وهذا دليل على أنّ العقوبات الإسلامية لا تتسم بطابع الانتقام بل تحمل طابعا تربويا لذلك سمّيت بالتعزير.