قال : فهلا أرسلت إلى قبل ذلك لأستعد للموت.
فقال : كم أرسلت إليك فلم تنتبه.
قال ومن كانت رسلك؟ قال يا داود أين أبوك؟ أين أمك؟ أين أخوك؟
قال ماتوا. قال : أما علمت أنهم رسلى وأن التوبة تبلغك.
قال العلماء : وابتدئ برسول الله صلىاللهعليهوسلم وجعه يوم الخميس فى ليالى بقين من صفر وقيل فى أول ربيع الأول فى السنة الحادية عشرة من الهجرة ومدة مرضه اثنا عشر يوما وقيل أربعة عشر وكان مرضه بالصداع واشتد وجعه فى بيت ميمونة فدعى نساءه واستأذنهن فى أن يمرض فى بيت عائشة رضى الله تعالى عنها فأذن له فخرج يمشى بين رجلين من أهل بيته : الفضل بن العباس وعلى رضى الله تعالى عنهما وخرج نهار الخميس فصلى على أصحاب أحد واستغفر لهم (ق ١٩٤) ثم أمر بسد الأبواب فى المسجد إلا باب أبى بكر رضى الله تعالى عنه.
قالت عائشة رضى الله تعالى عنها : اضطجع فى حجرتى فدخل عبد الرحمن بن أبى بكر وفى يده سواك أخضر ، قالت فنظر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى يده نظرا عرفت أنه يريده.
قالت : فقلت يا رسول الله أتحب أن أعطيك هذا السواك. قالت فأخذته فمضغته له حتى لينته ثم اعطيته اياه قالت : فاستن به كأشد ما رايته أستن سواكا قط ثم وضعه ووجدت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يثقل فى حجرى فذهبت أنظر فى وجهه فاذا بصره قد شخص وهو يقول بل الرفيق الأعلى فى الجنة. فقلت خيرك فاخترت والذى بعثك بالحق.
وروى ابن أبى ملكية قال : لما كان يوم الاثنين خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم عاصبا رأسه إلى صلاة الصبح وأبو بكر يصلى بالناس. فلما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم تفرج الناس فعرف أبو بكر رضى الله تعالى عنه أن الناس لم يصنعوا ذلك (ق ١٩٥) إلا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فنكص عن مصلاه فدفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى ظهره وقال صل بالناس وجلس رسول الله إلى جنبه فصلى قاعدا عن يمين أبى بكر رضى الله تعالى عنه ، فلما فرغ من الصلاة أقبل على الناس رافعا صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول : «يأيها الناس سعرت النار