وسجى صلىاللهعليهوسلم ببردة وحبرة ، وقيل إن الملائكة سجته.
وكذب بعض أصحابه بموته دهشة منهم عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ، وأخرس بعضهم فما تكلم إلا بعد الغد منهم عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه.
واقعد آخرون منهم على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه.
قال عفيف المرجانى : والحكمة فى ذلك أنه لما كان عمر رضى الله تعالى عنه أبلغ الناس نظرا وأعلاهم فراسة صحيح تحيل الفكر عظيم قياسه أدهش حتى لم يتخيل موت المختار صلىاللهعليهوسلم.
ولما كان عثمان رضى الله عنه اتقان الفصاحة وله فى القول على من سواه رجاحة أخرس بانطلاق حجب الأستار ، ولما كان على رضى الله تعالى عنه سيف (ق ٢٠٠) الله تعالى القاطع وعليه أسلم القوة واقع أقعد عن هذه الخطوات الأقدار ولم يكن أثبت من العباس وأبو بكر رضى الله تعالى عنهما.
وبقى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى بيته يوم الاثنين وليلة الثلاثاء.
فلما كان يوم الثلاثاء أقبل الناس على جهاز رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسمعوا من باب الحجرة حين ذكروا غسله لا تغسلوا فإنه طاهر مطهر ثم سمعوا بعد غسلوه ، فإن ذلك إبليس وأنا الخضر.
وقال إن فى الله تعالى عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت غسلوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعليه ثيابه ، وكانوا قد اختلفوا فى ذلك فغسلوا صلىاللهعليهوسلم فى قميصه وكانوا لا يرون أن يقلبوا منه عضوا إلا انقلب بنفسه ، وإن معهم لحفيفا كالريح يصوت بهم أرفقوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم فإنكم ستكفونه.
وتولى غسله على والعباس والفضل وقثم ابنا العباس (ق ٢٠١) يقلبونه معه وأسامة ابن زيد وشقران موليا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصبان الماء وأوس بن خولى الانصارى ممن حضر غسله صلىاللهعليهوسلم.