ويروى عن على رضى الله تعالى عنه قال أوصانى النبى صلىاللهعليهوسلم لا يغسله غيرى فإنه لا يرى أحد عورتى إلا طمست عيناه وسطعت منه صلىاللهعليهوسلم وديح لم يجدوا مثلها قط.
وكفن صلىاللهعليهوسلم فى ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة كان فى حنوطه صلىاللهعليهوسلم المسك ثم وضع على سريره فى بيته ودخل الناس يصلون عليه أرسالا افذاذ الرجال ثم النساء ثم الصبيان ولم يؤمهم أحد بوصية منه صلىاللهعليهوسلم.
قال فيها : أول من يصلى على خليلى وحبيبى جبريل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم ملك الموت مع ملائكة كثيرة.
وقيل فعل ذلك صلىاللهعليهوسلم ليكون كل منهم فى صلاة ، وقيل ليطول وقت الصلاة فيلحق من يأتى من حول المدينة.
واختلفوا فى مكان دفنه فقائل يقول بالبقيع وقال (ق ٢٠٢) قائل عند منبره وقال قائل فى مصلاه فجاء أبو بكر رضى الله تعالى عنه فقال إن عندى من هذا خبرا وعلما.
سمعت النبى صلىاللهعليهوسلم يقول «ما قبض نبى إلا دفن حيث توفى» فحول فراشه وحفر له موضعه وكان بالمدينة عبيدة بن الجراح يفرج كحفر أهل مكة ، وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة ، فبعث العباس خلفهما رجلين وقال : اللهم خر لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فجاء أبو طلحة فلحد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ودفن صلىاللهعليهوسلم من وسط الليل ليلة الأربعاء ونزل قبره صلىاللهعليهوسلم على والعباس رضى الله تعالى عنهما وقثم والفضل ابنا العباس وشقران مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأوس بن خولى وبسط شقران تحته فى القبر قطيفة حمراء كان يفرشها صلىاللهعليهوسلم ، وقيل كان يغطى بها وقيل إن عبد الرحمن بن الأسود نزل معهم وكذلك عبد الرحمن بن عوف وأطبق أسامة على قبره صلىاللهعليهوسلم وسلم سبع لبنات نصبن نصبا.
ولما دفن صلىاللهعليهوسلم (ق ٢٠٣) جاءت فاطمة رضى الله تعالى عنها فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب الأرض فوضعته على عينها وبكت وأنشأت تقول :
ماذا على من شم تربة أحمد |
|
أن لا يشم مدى الزمان عواليا |
صبت على مصائب لو أنها |
|
صبت على الأيام عدن لياليا |