فى حكم زيارة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفضلها ، وكيفيتها ، وكيفية زيارة ضجيعيه رضى الله تعالى عنهما ، وكيفية السلام عليه صلىاللهعليهوسلم حال الزيارة ، والسلام عليه والتوسل به إلى الله عزوجل ، وإثبات حياته وبقاء حرمته صلىاللهعليهوسلم بعد وفاته ، وذكر ما رؤى فى الحجرة الشريفة من العجائب وشوهد فيها من (ق ٢٢٧) الغرائب.
ذكر حكم زيارة النبى صلىاللهعليهوسلم وفضلها
إذا انصرف الحجاج والمعتمرون عن مكة المشرفة ويستحب لهم استحبابا مؤكدا أن يتوجهوا إلى مدينة سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم للفوز بزيارته فإنها من أعظم القرب وأرجى الطاعات والحج المساعى وفى شرح المختار : لما جرى الرسم ان الحجاج إذا فرغوا من مناسكهم وقفلوا عن المسجد الحرام قصدوا المدينة زائرين قبل النبى صلىاللهعليهوسلم إذ هى من أفضل المندوبات والمستحبات بل تقرب من درجة الواجب فإنه صلىاللهعليهوسلم حرض عليها وبالغ فى الندب إليها احببت أن أذكر فيها فصلا أذكر فيه نبذا من الآداب وذكرها فى مناسك الحج أنها قريبة إلى الواجب فى حق من كان له سعة وممن صرح باستحبابها وكونها سنة من الشافعية فى أواخر باب أعمال الحج والغزالى (١) فى الإحياء والبغوى فى التهذيب والشيخ عز الدين بن عبد السلام (٢) فى مناسكه وأبو
__________________
(١) هو محمد بن محمد بن محمد الغزالى الطوسى أبو حامد ، حجة الإسلام ، فيلسوف متصوف ، له نحو مائتى مصنف ، مولده سنة ٤٥٠ ه ، ووفاته فى الطابران سنة ٥٠٥ ه ، رحل إلى نيسابور ، ثم إلى بغداد فالحجاز فبلاد الشام ومصر ، وعاد إلى بلدته.
له عدة مصنفات منها إحياء علوم الدين ، والاقتصاد فى الاعتقاد ، ومحك النظر ، ومعارج القدس فى أحوال النفس ، والفرق بين الصالح وغيرها ، ثقة.
(٢) هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبى القاسم بن الحسن السلمى الدمشقى عز الدين الملقب بسلطان العلماء ، فقيه شافعى بلغ رتبة الاجتهاد ، ولد سنة ٥٧٧ ه ، ونشأ فى دمشق وزار بغداد سنة ٥٩٩ ه فأقام شهرا وعاد إلى دمشق ، فتولى الخطابة والتدريس بزاوية الغزالى ، ثم الخطابة بالجامع الأموى ، قاد حركة الجهاد ضد الفرنج.
له عدة مصنفات منها الفوائد وقواعد الأحكام ، وقواعد الشريعة ، وترغيب أهل الإسلام وغيرها ، ثقة.
مات سنة ٦٦٠ ه.