عمرو بن الصلاح (١) (ق ٢٢٨) وأبو زكريا النواوى (٢) رحمهمالله تعالى ومن الحنابلة الشيخ موفق الدين والإمام أبو الفرج البغدادى وغيرهما. وأما المالكية فقد حكى القاضى عياض منهم الاجماع على ذلك ، وفى تهذيب الطالبين لعبد الحق عن الشيخ أبى عمران المالكى أن زيارة قبر النبى صلىاللهعليهوسلم واجبة. قال عبد الحق يعنى من السنن الواجبة ومن كلام العبدى المالكى فى شرح الرسالة أن المشى إلى المدينة لزيارة قبر النبى صلىاللهعليهوسلم أفضل من الكعبة ومن بيت المقدس وأكثر عبارات الفقهاء أصحاب المذاهب تقتضى استحباب السفر للزيارة لأنهم استحبوا للحاج بعد الفراغ من الحج الزيارة ومن ضرورتها السفر. وأما نفس الزيارة فالأدلة عليها كثيرة منها قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ)(٣) الآية ولا شك أنه صلىاللهعليهوسلم حى وأن أعمال أمته معروضة عليه ومنها حديث ابن عمر المذكور فى باب الفضائل (ق ٢٢٩) يرفعه «من زار قبرى وجبت له شفاعتى» رواه الدارقطنى وابن أبى الدنيا (٤) وابن خزيمة (٥) والبيهقى فى الشعب.
__________________
(١) هو الإمام الحافظ شيخ الإسلام تقى الدين أبو عمرو ، وعثمان بن صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان ابن موسى الكردى الشهرزوى الشافعى ، صاحب كتاب علوم الحديث وشرح مسلم وغير ذلك.
وسمع من ابن سكينة وابن طبرزد والمؤيد الطوسى وخلائق ، ودرس بالصالحية ببيت المقدس ثم قدم دمشق وولى دار الحديث الأشرفية ، مات سنة ٦٤٣ ه.
(٢) هو محيى الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مرى الحزامى الحورانى الشافعى ، ولد سنة ٦٣١ ه وقدم دمشق سنة ٦٤٩ ه ، وحج مرتين ، وسمع من الرضى بن البرهان ، والنعمان بن أبى اليسر والطبقة.
صنف التصانيف النافعة كشرح مسلم ، والروضة ، وشرح المهذب ، والمنهاج ، والتحقيق ، والأذكار ، ورياض الصالحين ، والإرشاد ، والتقريب ، وتهذيب الأسماء ، واللغات ، ومختصر أسد الغابة ، والمبهمات ، وولى مشيخة دار الأشرفية بعد أبى شامة. مات سنة ٦٧٦ ه.
(٣) ٦٤ م النساء ٤.
(٤) هو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس الأموى أبو بكر بن أبى الدنيا البغدادى ، قال الخطيب كان مؤدب أولاد الخلفاء ، روى عن إبراهيم بن المنذر الحزامى ، وأحمد بن إبراهيم الدورقى والحارث بن محمد بن أبى أسامة ، والحسن بن حماد سجادة ، وخلف بن هشام البزار ، ورجاء بن مرجى الحافظ والزبير بن بكار ، وزهير بن حرب ، وأبى عبيد القاسم بن سلام ، وعنه ابن ماجه وأبو بكر ، وأحمد بن سليمان النجار ، وأبو العباس بن عقده ، وأبو على البرذعى ، وابن أبى حاتم ، ثقة ، ولد سنة ٢٠٨ ه ومات سنة ٢٨١ ه.
(٥) هو أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمى النيسابورى ، ولد سنة ٢٢٣ ه ، وسمع ابن إسحاق ومحمد بن حميد ، كان إماما ثبتا معدوم النظير ، ثقة ، مات سنة ٣١١ ه ، قال ابن حبان : ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن وحفظ ألفاظها الصحاح وزيادتها حتى كأن السنن كلها نصب عينيه إلا ابن خزيمة فقط.