معبد والشاة عازب حيال ولا حلوب فى البيت قالت : لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت قال صفيه لى يا أم معبد قالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاه أبلج الوجه أو منبلج الوجه لم تعبه ثجلة ولم تزره صقلة أو صعلة ويروى لم تعبه ثجلة ، رحيما قسيما فى عينيه دعج فى أشفاره وطف أو غطف وفى صوته صحل وفى عنقه سطع ، وفى لحيته كثافة أزج أقرن إذا صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحسنه (ق ٢١) وأجمله من قريب حلو المنطق والمنظر فصل لا نزر ولا وهزر.
كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعة لا يأمن من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو انضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله ، وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا مفند.
قال أبو معبد : هذا والله صاحب قريش الذى ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة لقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.
وأصبح صوت بمكة عاليا بين السماء والأرض يسمعونه ولا يرون قائله ينشد بيتا من الشعر (١) :
جزى الله رب الناس خير جزانه |
|
رفيقين حلا خيمتى أم معبد |
قال : فأصبح الناس قد فقدوا نبيهم صلىاللهعليهوسلم فأخذوا على خيمتى أم معبد حتى لحقوا بالنبى صلىاللهعليهوسلم قال ابن اسحاق : (٢) بلغنى أنه لما خرج قال أهل السير ولقى رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) ورد هذا البيت فى الكامل فى التاريخ ، وتكملة الأبيات
مما نزل بالهدى واغتديا به |
|
فأفلح من أمسى رفيق محمد |
ليهنى بنى كعب مكان فتى بهم |
|
ومقعدها للمؤمنين بمرصد |
(٢) هو محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازى القرشى المطلبى مولاهم أحد الأئمة ، روى عن أبيه وابان ابن عثمان وابان بن صالح وجعفر الصادق ، والزهرى وعطاء ونافع ومحول وخلق ، وعنه شعبة ويحيى الأنصارى وشريك والحمادان والسفيانان وزياد البطائى وآخرون ، ثقة حسن الحديث.
مات سنة ١٥٠ ه ، وقيل سنة ١٥١ ه.