قال المطرى : البئر غربى مسجد قباء فى حديقة الاشراف الكبرى من بنى الحسين ابن على بن أبى طالب رضى الله عنه ، والأطم المذكور من جهة القبلة (ق ٤٦) وقد بنى فى أعلاه مسكن يسكنه من يقوم بالحديقة ويخدم المسجد الشريف وحوله دار الأنصار وآثارهم رضى الله عنهم ، وقد جدد لها الشيخ صفى الدين أبو بكر أحمد السلامى (١) رحمهالله تعالى درجا ينزل إليها منه ، وعلى الدرج قبر وذلك فى سنة أربعة عشرة وسبعمائة.
الثالثة : بئر بضاعة ، قد تقدم فى الفضائل أن النبى بصق فيها وأنه دعا لها ، وهذه البئر كانت لبنى ساعدة وهم قوم من الخزرج ، قال المرجانى فى تاريخه : والظاهر أن بضاعة رجل أو امرأة ينسب اليه البئر وكان موضعها ممر السيول فتلمح الأقذار من الطرق إليها لكن الماء لكثرته لا يؤثر ذلك فيه.
قال أبو داود فى السنن : سألت قيم ببئر بضاعة عم عمقها فقلت أكثر ما يكون فيها الماء قال إلى العانة. قلت فإذا نقص قال دون العورة. قال أبو داود فذرعت بئر بضاعة بردائى مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضه ستة أذرع وسألت الذى فتح باب البستان فأدخلنى إليه هل غير بناؤه عما كانت عليه؟ فقال : ورأيت فيها ماء متغير اللون.
قال ابن العربى (٢) : وهى فى وسط السبخة فماؤها يكون متغيرا من قرارها ،
__________________
(١) الثابت هو محمد بن رافع بن هجرس بن محمد السلامى العميدى أبو المعالى تقى الدين ، مؤرخ فقيه من حفاظ الحديث ، حورانى الأصل ، ولد فى مصر سنة ٧٠٤ ه وانتقل به أبوه إلى دمشق سنة ٧١٤ ه ، وتوفى والده فأخذ يتردد بين مصر والشام ، واستقر فى دمشق سنة ٧٣٩ ه ، وتوفى بها ، من تصانيفه معجم خرجه لنفسه فى أربعة مجلدات يشتمل على أكثر من ألف شيخ ، و «ذيل على تاريخ بغداد» لابن النجار أربعة أجزاء ، والوفيات جعله ذيلا لتاريخ البرز الى من سنة ٧٣٧ ه إلى سنة ٧٧٣ ه.
(٢) هو الحافظ القاضى أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الأشبيلى ، ولد سنة ٤٦٨ ه ورحل إلى المشرق ، وسمع من طراد الزينبى ، ونصر بن البطر ، ونصر المقدسى ، وأبى الحسن الخلعى ، وتخرج بأبى حامد الغزالى وأبى بكر الشاشى وأبى زكريا التبريزى ، وجمع وصنف وبرع فى الأدب والبلاغة. ـ ـ ولى قضاء إشبيلية ، صنف فى الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتاريخ.
مات سنة ٥٤٣ ه.