قال (ق ٤٧) المحب بن النجار : وماؤها عذب طيب ولونه صاف أبيض وريحه كذلك ويستقى منها كثيرا. قال : وذرعتها فكان طولها أحد عشر ذراعا وشبرا منها ذراعان راجحة ماء والباقى بناء وعرضها ذراع كما ذكر أبو داود فى سننه.
قال الجمال المطرى : وهى اليوم فى ناحية حديقة شمالى سور المدينة وبئرها الى جهة الشمال يستقى منها أهل الحديقة ، والحديقة فى قبلة البئر ويستقى منها أهل حديقة شمالى البئر ، والبئر وسط بينهما وهذه الآبار المذكورة تقدم فضائلها فى الفضائل.
الرابعة : بئر غرس ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش (١) قال : جاءنا أنس بن مالك رضى الله عنه بقباء فقال أين بئركم هذه؟ يعنى بئر غرس فدللناه عليها قال رأينا النبى صلىاللهعليهوسلم جاءها وأنها لنسنى على خمار بسحر فدعى النبى صلىاللهعليهوسلم بدلو من مائها فتوضأ منه ثم سكبه فيها فما نزفت بعد [كذا].
وعن ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع (٢) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : رأيت الليلة أنى أصبحت على بئر من الجنة فأصبح على بئر غرس فتوضأ منها وبزق فيها وغسل منها حين مات صلىاللهعليهوسلم (ق ٤٨) وكان يشرب منها.
قال المحب بن النجار : وهذه البئر بينها وبين مسجد قباء نحو نصف ميل وهى فى
__________________
(١) هو سعيد بن عبد الرحمن بن زيد بن رقيش بن رئاب الأسدى المدنى ، من حلفاء بنى عبد شمس.
روى عن خالد عبد الله بن أبى أحمد بن جحش ، وأنس بن مالك ، وأبى الأسود الدئلى ، ونافع مولى ابن عمر وشيوخ من بنى عمرو بن عوف ، وعنه مالك وخالد بن سعيد بن أبى مريم ، ومجمع بن يعقوب ، ويحيى بن سعيد الأصارى ، وإسماعيل بن جعفر والدراوردى ، وفليح بن سليمان ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، ثقة.
(٢) هو إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن يزيد ، وقيل ابن زيد بن مجمع الأنصارى أبو إسحاق المدنى.
روى عن الزهرى وأبى الزبير وعمرو بن دينار وغيرهم ، وعنه الدراوردى وابن أبى حازم وأبو نعيم وعدة ، قال ابن معين : ضعيف ليس بشىء ، قال أبو حاتم : كثير الوهم ليس بالقوى.