صلىاللهعليهوسلم وقد حدد ابن عمر مقدار هذه الزيادة فقال «.. جعل طوله ١٤٠ ذراعا وعرضه ١٢٠ ذراعا فتكون الزيادة فيه ١١٠٠ متر مربع» (١).
وفى عهد عثمان بن عفان رضى الله عنه وبالتحديد سنة ٢٩ ه جدد عثمان رضى الله عنه على نسق ما فعله من عمارة فى المدينة المنورة اى بنى بالحجارة المنحوتة والسوارى الضخمة وجعل سقفه من خالص خشب الساج كما وسع من الجهات الثلاث الجنوبية والغربية والشمالية عشرة اذرع وقد قام عثمان رضى الله عنه بتتبع سير العمل بنفسه حتى انتهى فى عشرة اشهر.
وفى عهد الوليد بن عبد الملك وبالتحديد سنة ٨٨ ه ادخل حجرات امهات المؤمنين فبلغت الجهة الغربية عشرين ذراعا والجهة الشرقية ثلاثين ذراعا وهو اول من وشى جدرانه بالمرمر وزخارف الفسيفساء وجلل سقفه بماء الذهب وقد جعله من خالص خشب الساج ، واستمر العمل فيه اربع سنوات ، وقد انفق فى عمارته خمسة واربعين الف دينار وكان ذلك فى ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة المنورة وقد أشرف على العمارة بنفسه.
وفى عام ١٦١ ه جدد عمارة المسجد المهدى العباسى ، وزاد مائة ذراع فى الجهة الشمالية ، وايضا استمر العمل اربع سنوات من عام ١٦١ الى ١٦٥ ه.
وفى عام ٦٥٥ ه وقع احتراق فى المسجد الشريف بسبب اهمال موقد المصابيح وقد خرب الحريق المسجد ، ولم تفلت منه إلا قبة الناصر لدين الله التى كانت فى رحبته ، وحين بلغ المستعصم العباسى الخبر ارسل الصناع والآلات فى موسم الحج ، وبدأ العمل عام ٦٥٥ ه وقد حدثت فى هذا العام احداث التتار وحروبهم ولكن عمل البناء لم يتوقف اذ اشترك فيه الملك المظفر ملك اليمن وملك نور الدين على بن المعز الصالحى وإن كانت العمارة لم تنته إلا فى عهد الملك الظاهر بيبرس.
__________________
(١) انظر الملحق الثانى من كتاب شفاء الغرام للفاسى ص ٤٠٧.