الاعوام ، بل بعض حكماء الأمم المتقدمة وملوكهم يوجدون إلى هذا الزمن أطرياء ، لم يتغير منهم شىء وذلك أنهم دبروا أدهانا ادهنوا بها عند موتهم فمنعهم من البلاء.
قال هرمس : وقد أمرت من يفعل فى ذلك إذا أنا مت وأشار إلى من يطلى بالشمس والقمر مرموزا وهو الزئبق والملح بالرمز الثانى ويروى انه إذا (ق ٦٧) سد جميع الشخص بالدهن لا يبلى ما بقى الدهن وقد وجد شخص مكفن فى ورقة من دهن فقلعت فإذا فيها سبعون درهما.
قال الشيخ جمال الدين : وفى قبلة جبل أحد قبور الشهداء ، ولا يعلم منها الآن إلا قبر حمزة رضى الله عنه ومعه فى القبر ابن أخيه كما تقدم ، وعليه قبة عالية ومشهد بنته أم الخليفة الناصر لدين الله أبى العباس أحمد بن المستضىء سنة تسعين وخمسمائة ، وقيل المشهد باب من حديد يفتح كل خميس ، وشمال المسجد آدام من حجارة يقال إنها من قبور الشهداء ، وكذلك من غريبة أيضا.
وقد يروى أن هذه قبور أناس ماتوا عام الرمادة فى خلافة عمر رضى الله عنه ، ولا يشك أن قبور الشهداء حول حمزة رضى الله عنه إذ لا ضرورة أن يبعدوا عنه ، وعند رجلى حمزة قبر رجل تركى كان متوليا عمارة المسجد الشريف يقال له سنقر ، وكذلك فى صحن المسجد الشريف قبر دفن فيه بعض الأشراف من أمراء المدينة وتحت جبل أحد من جبهة القبلة لاصقا بالجبل مسجد صغير قد تهدم ، ويقال إن النبى صلىاللهعليهوسلم صلى فيه الظهر والعصر بعد انفصال القتال ، وفى وجهة القبلة من هذا (ق ٦٨) المسجد موضع منقور فى الحجر على قدر رأس الإنسان ، يقال إن النبى صلىاللهعليهوسلم جلس على الصخرة التى تحته وأدخل رأسه فيه ، وكذلك شمالى المسجد غار فى الجبل يقال إن النبى صلىاللهعليهوسلم دخله ولم يرد بذلك كله نقل صحيح.
وقبل المشهد جبل صغير يسمى عينين بفتح العين المهملة وكسر النون الأولى ، والوادى بينهما كان عليه الرماة يوم أحد ، وعنده مسجدان أحدهما مع ركنه الشرقى يقال إنه الموضع الذى طعن فيه حمزة والمسجد الآخر هذا شمالى هذا المسجد على شفير