الوادى ، ويقال إنه مصرع حمزة وإنه مشى بطعنته إلى هناك ثم صرع رضى الله عنه ، وبين المشهد والمدينة ثلاثة أميال ونصف وإلى أحد ما يقل بأربعة أميال ، وكانت غزاة أحد فى السنة الثالثة من الهجرة.
قال الحافظ محب الدين : جاءت قريش من مكة لحرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا قوه يوم السبت النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة عند جبل أحد ، وقيل كان نزول قريش يوم أحد بالمدينة يوم الجمعة ، وقال ابن إسحاق : يوم الاربعاء فنزلوا برومة من وادى العقيق وصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم (ق ٦٩) الجمعة بالمدينة ثم لبس لأمته وخرج هو وأصحابه على الحرة الشرقية وأقام وبات بالشيخين موضع بين المدينة وأحد مع الحرة إلى جبل أحد ، وغدا صبح يوم السبت إلى أحد ففيه كانت وقعة أحد.
وقيل خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم السبت لسبع خلون من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة ، وكان دليل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة أحد سهل بن أبى حثمة (١).
قال قتادة : لما قدم أبو سفيان بالمشركين رأى النبى صلىاللهعليهوسلم رؤيا فى النوم فتأولها قتلا فى أصحابه ورأى سيفه ذا الفقار انقصم ، فكان قتل حمزة رضى الله تعالى عنه ، وكأن كبشا أغبر قتل ، فكان صاحب لواء المشركين عثمان بن طلحة فقال النبى صلىاللهعليهوسلم لأصحابه بعد الرؤيا : «فى جنة حصين» يعنى المدينة فدعوهم يدخلون نقاتلهم ، فقال ناس من الأنصار : يا رسول الله إنا نكره أن نقتل فى طريق المدينة فابرز بنا إلى القوم ، فلبس النبى صلىاللهعليهوسلم لأمته وندم القوم فيما أشاروا به واعتذروا إليه ، فقال : إنه ليس لنبى إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل ستكون فيكم (ق ٧٠) مصيبة. قالوا : يا رسول الله خاصة أو عامة قد أصبتم مثليها. قال : مكى فقتادة يذهب إلى أن الدنيا الذى عدده الله تعالى فى قوله :
__________________
(١) هو سهل بن أبى حثمة عامر بن ساعدة الأنصارى الحارثى ، صحابى صغير ، له خمسة وعشرون حديثا اتفقا على ثلاثة. وعنه صالح بن خوات وعروة بن الزبير ، والزهرى ، قيل مرسلا ، وقال أبو حاتم بايع تحت الشجرة. قيل : توفى فى زمن معاوية بن أبى سفيان.