رجل ، وقيل أربعون وكانت أول جمعة صلاها بالمدينة ، ثم ركب راحلته وأرخى لها زمامها وما يحركها وهى تنظر يمينا وشمالا حتى انتهت به إلى زقاق الحسبى من بنى النجار فبركت على باب أبى أيوب الأنصارى وقيل بركت أولا على باب مسجده صلىاللهعليهوسلم ثم ثارت وهو عليها فبركت على باب أبى أيوب ثم التقوى وثارت وبركت مبركها الأول وألقت جرانها فى الأرض ورزمت فنزل عنها (ق ٨٢) صلىاللهعليهوسلم فى بيت «أبى» أيوب سبعة أيام ثم بنى مسجده ثم لم يزل فى بيت أبى أيوب ينزل عليه الوحى حتى ابتنى مسجده ومساكنه ، وكان ابتداء بنيانه مسجده صلىاللهعليهوسلم فى شهر ربيع الأول من السنة الأولى وكانت إقامته فى دار أبى أيوب سبعة أشهر.
قال الشيخ جمال الدين : ودار أبى أيوب مقابلة لدار عثمان رضى الله عنه من جهة القبلة والطريق بينهما وهى اليوم مدرسة للمذاهب الأربعة ، اشترى عرضتها الملك المظفر شهاب الدين غازى (١) ابن الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب بن شادى وبناها وأوقفها على المذاهب الأربعة وأوقف عليها وقفا بما فارقين وهى دار ملكه ولها بدمشق وقف أيضا ويليها من جهة القبلة عرصة كبيرة تحاذيها من القبلة كانت دارا لجعفر بن محمد الصادق ، وفيها الآن قبلة مسجده وفيها أثر المحاريب وهى اليوم ملك الأشراف المنايغة وللمدرسة قاعتان كبرى وصغرى وفى إيوان الصغرى الغربى خزانة صغيرة مما يلى القبلة (ق ٨٣) فيها محراب يقال إنها مبرك ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) هو غازى المظفر ابن أبى بكر العادل ابن أيوب صاحب ميافارقين ، وخلاط ، والرها وإربل ، من ملوك الدولة الأيوبية ، كان فارسا مهيبا جوادا ، كنيته شهاب الدين ، له أخبار مع أخيه الملك الأشرف موسى ، وغيره ، اجتمع به المؤرخ سبط ابن الجوزى فى الرها سنة ٦١٢ ه ، فقال : «حضر مجلسى بجامع الرها ، وكان لطيفا ينشد الأشعار ويحكى الحكايات» وهو الذى أجازه محيى الدين ابن عربى بالرواية عنه إجازة أوردها العياشى فى رحلته مع بعض اختصار من آخرها. أولها «بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتى ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين أقول وأنا محمد بن على بن عربى الحاتمى ، وهذا لفظى : استخرت الله تعالى وأجزت للسلطان الملك المظفر شهاب الدين غازى ابن الملك العادل المرحوم إن شاء الله أبى بكر بن أيوب ... الخ».
مات سنة ٦٤٥ ه.