الطفل الذي في بطن أمه ، وإلى حين ولادتها لطفلها ، قامت الأم بتدبير مهام الملك :
لا تتكئ على حسبك ونسبك |
|
فجوهر فعالك هو المعوّل عليه |
فإما أن يحمر وجهك منها خجلا |
|
أو تصبح شهيرا ذائع الصيت |
وفي أي مكان حارا كان أم باردا |
|
فإن في أصلاب الرجال أولادا نجباء |
ولما رأى ساسان أن أباه فضّل عليه جنينا ، نهض واشترى مجموعة من الخراف وتوجه إلى بيهق ، وأقام في ساسان قاريز التي يقال لها ساساقاريز ، ثم حفر هناك قناة :
كل ما آل إلى اليسر |
|
لا بد أن بدايته كانت عسيرة |
ووضع خرافه هناك حيث قصبة ساسان آباد التي يقال لها اليوم سبزوار ، وبنى هذه القلعة ، وأما القناة التي حفرها وسط المدينة ، فكأن لسان حالها يقول :
مع أن قدري أسمى من هذا |
|
وأن الفلك الدوار أكبر مني |
وهذا حديث طويل طويل وقلبي |
|
مفعم بالألم واللوعة والحاجة |
الطريق متاهة ولا يوجد دليل |
|
وقد سكنت الغربان في وكر العنقاء |
ثم توجّه إلى حدود يوزكند بتركستان ، التي تدعى هناك أوزجند ، حيث بنى هناك قرية تسمى سبزار (سابزوار) ، وأصلها ساسان آباد أيضا ، وهي اليوم معمورة مسكونة.
وتوجد في تركستان قريتان بنيتا بجوار ساسان آباد : إحداهما تدعى «راز» ، والأخرى باسم «إيزي» ، كما قلنا عند ذكرنا لبيهق.
والعقب من ساسان بن بهمن : مهر ، ومهر هرمز ، وبه آفريد ، وذكروا أن الذي بنى هذه البقعة ليس ساسان بن بهمن ، وإنما هو ساسان بن بابك بن ساسان بن مهر بن ساسان بن بهمن بن إسفنديار ، والله أعلم.
اتفق على أن باني خسروجرد وخسرو آباد هو الملك كيخسرو بن سياوخش بن كيكاوس ، أما بلاشاباد ، فقد بناها بلاش بن فيروز عم نوشيروان ، والله أعلم.