وجيش تكون أميرا لهم |
|
قصارى أولئك أن يهزموا (١) |
وكان لقب شاه ملك هو خوارزم شاه حسام الدولة ونظام الملة ، وقد ورد القصبة وحاصرها بعد أن حلّت به الهزيمة على أيدي الخوارزميّة ، وذلك في سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة ، وفي شهور سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة ، تجمّع لفيف من مدن طوس وأسفرايين وجوين ، واتجهوا نحو القصبة ، بعد أن تبايعوا على تخريب تلك البقعة ، وتدمير قنواتها ، إلا أن أهل القصبة بعثوا طالبين العون من أهالي ربع كاه ، وربع ديوره ، فهبوا لنجدتهم يتقدمهم رئيس المقاتلين ، الذي قاد جموع المحاربين الذين رضعوا الملاحم في المهد من ثدي الطعن والضرب ، ففرقوا جموعهم :
وإذا ما أتوك بالخيل فاعلم |
|
أنّها عدّة ليوم الفرار |
وفي شهور سنة ست وتسعين وثلاث مئة ، هاجم القصبة جيش من الرماة بقيادة أحمد توانكر ، حيث التجأ الناس إلى القلعة ، وتواصلت الحرب شهرا كاملا ، إلى أن رمى أحد غلمان الشيخ أميرك الكاتب البيهقيّ (٢) بسهم ، فأصاب أحمد توانكر فقتله [٥٢] ، فكان ذلك السهم ـ بتقدير الله ـ رسول أجله ، وقد دفنوه في أعلى قرية إيزي ، وتفرق جيشه.
ومن ظنّ ممن يلاقي الحروب |
|
أن لا يصاب فقد ظنّ عجزا (٣) |
وفي غرة صفر من سنة أربع وأربعين وأربع مئة ابتدأ وقوع الزلازل في بلدة بيهق وخاصة في ربعها ، وتواصلت طويلا ، بحيث لم يتمكّن الناس من الإقامة في مساكنهم
__________________
(١) الشعر للحسين بن علي المروروذي (يتيمة الدهر ، ٤ / ٩٧).
(٢) يرد اسمه بكثرة في تاريخ أبي الفضل البيهقيّ بوصفه أحد كبار موظفي البلاط الغزنويّ.
(٣) نسب للخنساء في اتفاق المباني وافتراق المعاني ، ٢١٥ ، وفيه : (بأن لا يصاب).