أهل العلم ممن درسوا معه ، ويذكر مؤلفنا وجوده ببغداد دون أن يحدد السنة التي كان فيها هناك. وفي السادسة والخمسين من عمره (سنة ٥٠٣ ه) أصيب بالعمى عقب علاج خاطئ قامت به عجوز كحالة لم تكن أتقنت مبادئ مهنتها ، هربت بعد فعلتها تلك.
وكان والده عالما شاعرا أديبا ذا علاقات مع جمع من مشاهير زمنه ومنهم الشاعر وعالم الرياضيات عمر الخيام الذي قال البيهقي إنه زاره مع أبيه سنة ٥٠٧ ه وإن الخيام امتحنه في بيت من أشعار ديوان الحماسة. ولما أجابه مؤلفنا بكفاءة عما سأله عنه ، عقب الخيام بقوله : «شنشنة أعرفها من أخزم». وفي ذلك مدح لوالد البيهقي وأسلافه بالعلم (١) ، فضلا عما في الكلام من ثناء على البيهقي نفسه.
في ترجمته لحياته التي كتبها هو يقول البيهقي : «ومولدي (٢) يوم السبت ١٧ من شعبان سنة ٤٩٠ ه في قصبة السابزوار من ناحية بيهق ... فأسلمني بها أبي إلى الكتاب.
ثم رحلنا إلى ناحية ششتمذ من قرى الناحية ـ ولوالدي بها ضياع ـ فحفظت في عهد الصبا كتاب الهادي للشادي تصنيف الميداني ، وكتاب السامي في الأسامي له (٣) ، وكتاب المصادر للقاضي الزوزني (٤) ، وكتاب غريب القرآن للعزيري (٥) ، وكتاب
__________________
(١) تاريخ حكماء الإسلام ، ١٢٢.
(٢) التاريخ في الأصل ٢٧ شعبان ٤٩٩ ه ، وقد أثبتنا فيما مضى صحة ما كتبناه أعلاه.
(٣) كلا الكتابين مطبوع.
(٤) هو أبو عبد الله الحسين بن أحمد الزوزني النحوي الضرير ويخاطب بالقاضي ، مات سنة ٤٨٦ ه (معجم الأدباء ، ٣ / ١٠٣٨).
(٥) في الأصل : العزيزي «بزايين» والتصويب من الأنساب (٤ / ١٨٨) وهو أبو بكر محمد بن عزير السجستاني المتوفى سنة ٣٣٠ ه ، قال السمعاني إنه عرف بالعزيري «لأنه من بني عزرة ومن قال العزيزي بالزايين ، فقد أخطأ». وقد سمى ابن طاووس كتابه هذا : تفسير غريب القرآن على حروف المعجم ونقل منه في سعد السعود (س ٢٤٧). وللعزيري ترجمة في سير أعلام النبلاء ، ١٥ / ٢١٦ ، وتوجد مخطوطة منه في مكتبة الكلبايكاني بقم تحت الرقم ٢٣١٠ (انظر فهرست نسخةهاي خطي كتابخانه آية الله الكلبايكاني بقم تحت الرقم ١٢١٠ (انظر فهرست نسخةهايى خطي كتابخانه آية الله الكلبايكاني ، ٣ / ٢٢٦).