منهم أبو الحسن علي بن أبي القاسم البيهقي. ومنهم (ثم ذكر قائمة بأسماء بعض العلماء القتلى). وأحرقوا ما بها من خزائن الكتب ولم يسلم إلا بعضها». ويواصل حديثه عن اجتياحهم لمدينة أسفرايين وغيرها ثم يقول : «لما فرغ الغز من جوين وأسفرايين عادوا إلى نيسابور فنهبوا ما بقي فيها بعد النهب الأول ، وكان قد لحق بشهرستان كثير من أهلها فحصرهم الغز واستولوا عليها ونهبوا ما كان فيها لأهلها ولأهل نيسابور وهتكوا الحرم والأطفال ، وفعلوا ما لم يفعله الكفار مع المسلمين ، وكان العيارون أيضا ينهبون نيسابور أشد من نهب الغز ويفعلون أقبح من فعلهم. ثم إن السلطان سليمان شاه (حاكم خراسان المعيّن من قبل السلطان سنجر) ضعف وكان قبيح السيرة سيئ التدبير ، وإن وزيره طاهر بن فخر الملك توفي في شوال سنة ثمان وأربعين (وخمس مئة) فضعف أمره وأستوزر سليمان شاه بعده ابنه نظام الملك أبا علي الحسن بن طاهر ، وانحل أمر دولته بالكلية ففارق خراسان في صفر وعاد إلى جرجان» (١) ، وعن مجزرة الجامع المنيعي يقول الراوندي : «إن الغز قتلوا جميع من لجأوا إلى الجامع بحيث كانت الجثث غارقة في برك الدماء ثم قدموا إلى مسجد المطرز وهو كبير يسع ألفي مصل وله قبة عالية منقوشة بالخشب المدهون ، فأحرقوه فارتفعت ألسن اللهب بحيث أضاءت المدينة» (٢).
والفقيه محمد بن يحيى هو أبو سعد الجنزي الذي قال عنه السمعاني : «قتل بنيسابور في جامعها الجديد في الحادي عشر من شوال سنة تسع وأربعين وخمس مئة.
ورزق سعادة الشهادة. قتله الغز في وقت الإغارة على نيسابور» (٣). وقد اتخذ مسار
__________________
(١) الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣٨٧ ـ ٣٨٨.
(٢) راحة الصدور ، ١٨٠.
(٣) منتخب معجم شيوخ السمعاني ، الورقة ٢٤٧ أ ـ ٢٤٨ ب ، التحبير ، ٢ / ٢٥٢.