السيد الإمام بهاء الدين محمد بن علي زبارة (١)
قضى هذا السيد عمره بالصلاح والعفة والمروءة ، وسافر كثيرا واختلط بالمشايخ ، انتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى سعيدا مغفورا له في شهور سنة تسع وأربعين وخمس مئة ، وقد قلت في رثائه بضعة أبيات ، كان آخرها :
وإني ناثر درر المآقي |
|
على قبر بهاء الدين فيه |
وتبلغ أشعار ابنه كمال الدين أبي الحسن (٢) زبارة مجلدات بالعربيّة والفارسيّة ، منها هذه الأبيات المشهورة :
الله يشهد أنّا معشر نجب |
|
حلت بعقوتنا العلياء والكرم |
ما ضرّنا أننا قلّت دراهمنا |
|
والبيت منزلنا والحلّ والحرم |
بيوتنا بنيت للمجد مذ بنيت |
|
ترى لديها رقاب المال تهتضم |
فقل لمعتسف يرجو اللحاق بنا |
|
تسعى كثيرا وعقبى سعيك الندم |
وكان أخوه السيد الإمام الرئيس الزاهد ضياء الدين علي (٣) ، نقي الجيب ، مأمون الغيب ، محروسا عن العيب ، زيّن عمره بمكارم الأخلاق ، من منظومه هذه الأبيات في وصف التفاح :
أهدى إليّ بهاء الدين من لطف |
|
تفاحة قطفت من خدّ مهديها |
وجدت طيب سجاياه العذاب إذا |
|
شممتها وغدت للروح تحييها |
مهما نظرت إليها قلت من عجب |
|
سبحان خالقها سبحان باريها |
__________________
(١) ذكره الطهراني في الثقات العيون ، ٢٧٣ ، ولم يزد على أن نقل ترجمته من تاريخ بيهق.
(٢) هو كمال الدين أوحد العترة أبو الحسن علي بن محمد العلوي الزّبارة كما ورد في معارج نهج البلاغة ، ١٠٧ ، ١٠٩ حيث دعا نفسه تلميذا للبيهقي مؤلف الكتاب وكان صديقا حميما له.
(٣) هو أبو الحسن كما سيأتي في التعريف به لاحقا.