فأخذت أنا هذا المعنى ونظمته :
أيا مسعود إنك قلت يوما |
|
أعيش وعذب أيامي أجاج |
ودائي صار مقرونا بشيبي |
|
وداء الشيب ليس له علاج |
ويشبهني زجاج فيه صدع |
|
ستسمع أن قد انكسر الزّجاج |
وكان مرضه جرب المثانة مع وجع ناخس ، وقد سمعت أنه قد كتب لفظ الجلالة «الله» على إبهامي يديه ، وظل يحدق فيهما إلى أن أسلم روحه إلى قابض الأرواح ، وقد زاره أحد الفضلاء في مرض موته ، وسأله بلطف عن حاله ، فقال هذا الإمام رحمهالله : إن أمامي سفرا طيبا ، حيث سأذهب إلى العالم الذي ليس فيه ظلم : (لا ظُلْمَ الْيَوْمَ) خائف من العدل ، ورجائي في الفضل ، بينما العالم الذي أودعه يخاف فيه من الظلم ، ولا أمل فيه للعدل والفضل (١) ، اللهم حقق أمله ، وأصلح عمله ، واغفر له ولنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
تتلمذ في الأدب على الإمام الحسن الغازي ، وفي الفقه على ابنه شمس الأئمة أبي القاسم إسماعيل ، ثم على الإمام حجة الإسلام محمد الغزالي ، ثم على والدي شمس الإسلام رحمهالله.
الإمام جمال الإسلام الحسين بن أبي العباس محمد بن الحسن الفوران (٢)
كان الإمام الحسين الفوران هذا من تلاميذ الإمام أبي محمد الجوينيّ والد إمام الحرمين ، ومن أبناء الحسين بن فوران النّيسابوريّ ، الذي روى عن عيسى [٢٣٦] بن أحمد القطان.
__________________
(١) في معارج نهج البلاغة (ص ٣٥١) : وسئل في سكرات موته عن حاله فقال : أليس مصيري إليه؟
(٢) المنتخب من السياق ، ٢١٨ ، وفيه : ركن من أركان أصحاب الشافعي بناحية بيهق ، مدرسهم وفقيههم ومذكرهم المرجوع إليه في مهمات الأمور دينا ودنيا فيهم» ؛ طبقات الشافعية الكبرى ، ٤ / ٣٦٦.