الصاحب الأجل فخر الملك المظفر بن نظام الملك (١) رحمهماالله ، إذ خاطب فخر الملك قائلا :
كميتك من ورده أفره |
|
ودارك من داره أنزه |
وبيتك أشرف من بيته |
|
وجدّك من جدّه أنبه |
ولكنما الصدر أولى به |
|
وأفعاله بالعلى أشبه |
ودهر رماه بمكروهه |
|
سيرميك بعد بما تكره |
وقال في حق الإمام الأجل أبي الفضل الكرمانيّ (٢) :
يا من به بلدتنا جنة |
|
كجنّة الخلد بلا مثل |
[٢٣٥] فثمّ فضل الله سبحانه |
|
وها هنا فضل أبي الفضل |
توفي ذلك الإمام الكامل قدس الله روحه وغفر له ، يوم الثلاثاء الثامن عشر من محرم سنة أربع وأربعين وخمس مئة ، وقد كتب لي في مرض موته رسالة ، هي آخر رسالة كتبها قال فيها :
أصبحت كالزّجاج الذي فيه صدع |
|
وستسمع فجأة أن الزّجاج قد كسر |
__________________
(١) علي بن الحسن ، نجل نظام الملك الوزير ، المكنى بأبي الفتح والملقب بنظام الدين وقوام الملة (فرهنك فارسي ، مادة «فخر الملك») ، استنادا إلى ما ورد في مجمل فصيحي فإن السلطان بركيارق بن ملك شاه عينه في ٤٨٥ ه وزيرا ثم عزله بسبب معاقرته الخمر وإهماله (٢ / ٢٠٢) ثم عيّن بعد ذلك وزيرا على عهد السلطان سنجر سنة ٤٩٠ ه وظل في منصبه حتى مقتله سنة ٥٠٠ ه. وفي أبيات مسعود الصّوابيّ ما يدل على شيء من عدم لياقته للوزارة حيث فضّل مجير الملك عليه. والأبيات مذكورة في طرائف الطرف (ص ٧٩) وهي هناك سنة.
(٢) أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه نزيل مرو (٤٥٧ ـ ٥٤٤ ه) (الأنساب ، ٥ / ٥٦).