أرى التباشير وقد أسفرت |
|
في ليلتي من مطلع الفجر |
وبشّرتني بالتلاقي كما |
|
يبشّر المجدب بالقطر |
قد كان لي فيما مضى حرمة |
|
أعلى من العيّوق والنّسر |
فالآن قد آمل تجديدها |
|
لأقلب الشكوى إلى الشكر |
يا من إذا رمت مدى مدحه |
|
ألفيت عجزي منتهى أمري |
انظر إلى ألطاف ربّ العلى |
|
وارض به في العسر واليسر |
الأديب علي بن أبي سهل الفسنقري (١)
كان أبوه من قرية فسنقر ، اشتغل بالتعليم في قرية أشتر ، وكان رجلا سليم القلب ، من أكثر أهل الجنة ، جلس على غصن شجرة توت ونشر أصل ذلك الغصن بالمنشار فانكسر ، ووقع هو إلى الأرض ومات ، هذا ليس غريبا على طيبة قلوب المعلمين ، وكان ينبغي أن تلحق هذه الواقعة بتصنيف الجاحظ (٢) ، وقد اكتسب ابنه هذا نصيبا وافرا من الأدب ، وكان مطبوعا في الشعر ، قتل بنيسابور في الفترة الأولى على أيدي الغزّ في شهور سنة تسع وأربعين وخمس مئة ، من شعره :
[٢٣٩] هاج النزاع إليها صاحب وقفا |
|
فسال من غربنا قاني دم وكفا |
ذكرت بالجزع ملهى ناظريّ به |
|
فظلت أجزع من تذكاره نكفا |
فتى تشرّفت الدنيا بمنصبه |
|
لمّا أقام لدين المصطفى شرفا |
لمّا غدت سنّة الإسلام عاطلة |
|
أضحت مساعيه في آذانها شنفا |
يأبى لي الدهر أن أرضى بمنقصة |
|
وأن يكون سواك الدهر لي كنفا |
__________________
(١) لم نهتد لمصدر ترجمته.
(٢) كان للجاحظ كتاب في المعلمين عنوانه كتاب المعلمين ، وهو من آثاره المفقودة ، ترد بعض الاقتباسات منه في المصادر (انظر مثلا : معجم الأدباء ، ٥ / ٢١٩٩).