[٢٤٠] اليوم أطلع للرئاسة سعدها |
|
فتجملت وتعطرت بجماله |
وغدت مراعي المسلمين مريعة |
|
في خصب دولته وفيض سجاله |
لا زال في التأييد والإقبال ما |
|
صلى الإله على النبي وآله |
الفقيه أبو الفتح أحمد بن محمد البخاريّ (١)
ولد في بخارى ، ونشأ في ناحية بيهق ، كان محدثا ومذكرا وفقيها ، روى الأخبار عن أئمة بخارى ، وهو من تلاميذ القاضي أبي زيد ، وله عقب هناك هو محمد ، ولمحمد ابنان : شهاب الملك أبو الفتح أحمد ، وصاعد ، وكان لأبي الفتح هذا خط كريش الطاووس ، وكان بارعا في أنواع الخطوط ، أشتغل محررا في ديوان الأمير الأجل الشهيد اختيار الدين جوهر التاجيّ ، ونائبا لخطير الدين المستوفي ، وقد قتل في مصاف قطوان (٢) ، أما صاعد فكان عالما بوجوه قراءات القرآن ، اغترب ولم يسمع منه خبر ، رحمهالله.
__________________
(١) لم نهتد إلى مصدر ترجمته أمّا شيخه فهو القاضي الذائع الصيت أبو زيد عبيد الله بن عمر بن عيسى الدّبوسي المتوفى سنة ٤٣٠ أو ٤٣٢ ه (القند ، ٤٦٧ ؛ تاج التراجم ، ١٩٢ ؛ مجمل فصيحي ، ٢ / ١٦١ ؛ تاريخ ملّا زاده ، ٥٧ ...).
(٢) الحرب الضروس التي دارت في برية قطوان القريبة من سمرقند بين السلطان سنجر وملك الصين كورخان سنة ٥٣٦ ه. والمقتول في هذه الحرب هنا هو أبو الفتح أحمد حفيد المترجم له. أمّا جوهر الوارد لدى العماد الأصفهانيّ بلقب «التاجيّ» وليس «النّباجيّ» ـ كما في الأصول ـ فقد كان مملوك والدة السلطان سنجر ومن خواص خدمها. وعقب وفاتها في ٥١٧ ه انتقل إلى خدمة السلطان نفسه حيث رفع هذا من شأنه «فغلب بذلك على تدبيره ورقاه إلى ذروة لم يتسنمها أحد قبله ... ثم ملّ السلطان طول مدته» فتواطأ مع نفر من الباطنية سرا فقتلوه بحسب رواية العماد الأصفهانيّ (تاريخ دولة آل سلجوق ، ٢٥٠ ؛ نهاية الأرب للنويري ، ٢٦ / ٣٩١) ، قال السمعاني في منتخب معجم شيوخه (٦٧ أ) : إنه توفي سنة نيف وثلاثين وخمس مئة.