ولد في غزنة ، وكان ممن خدم السلطان الكريم إبراهيم بن مسعود بن محمود في الكتابة ، ورد إلى ناحية بيهق سنة خمس وتسعين وأربع مئة ، وكان له خط كنظام الدر ، ونظيم الشذر ، واختص بصناعة التذهيب ، فبلغ بها غاية التهذيب ، فلم يكن لتذهيبه في عصره نظير ، وكان له حظ في صناعة الحساب والنجوم ، وكانت طوالع المواليد التي يستخرجها نزهة العين والقلب ، وتوفي في القصبة فجأة بعد ما اغتسل وصلى ، في محرم سنة إحدى وعشرين وخمس مئة.
الإمام السعيد أبو علي الفضل بن الحسن الطّبرسيّ (١)
طبرس منزل بين قاشان وأصفهان ، وأصله من تلك البقعة ، وكان مقيما في مشهد سناباد طوس ، ومرقده هناك بقرب مسجد قتلكاه ، وهو من أقارب النقباء آل زبارة ، رحمهمالله.
كان هذا الإمام فريد عصره في النحو ، اختلف إلى تاج القراء الكرمانيّ (٢) ، وقد أفاد من العلوم الأخرى ، انتقل إلى القصبة في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة وسكن
__________________
(١) فهرست منتجب الدّين (ص ٩٧) ، وفيه : «الشيخ الإمام أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطّبرسيّ ، ثقة فاضل ديّن عين» وبعد ذكره مؤلفاته قال : «شاهدته وقرأت بعضها عليه». وذكر من مؤلفاته الآداب الدينية للخزانة العينية ، وهو الكتاب الذي ورد في معالم العلماء بعنوان الآداب الدينية للخزانة المعينية. كما ترجم له ابن شهر آشوب في معالم العلماء (ص ١٧٠) وقال : «شيخي أبو علي الطّبرسيّ» وذكر مؤلفاته ؛ تتمة يتيمة الدهر (ص ٢٢٦) ، وفيه : الطبرستي ، وهو تصحيف واضح ؛ تعليقات النقض (١ / ٥٦٥). توجد قائمة وافية بمؤلفاته بحسب عناوينها في الذريعة ، كما ذكر تفسيره مجمع البيان حاجي خليفة (٢ / ١٦٠٢) وكذلك الآداب الدينية ولقبه بالطّبرسيّ المشهدي ؛ إيضاح المكنون (٢ / ٤٣٤) ؛ هدية العارفين (١ / ٨٢٠) ؛ الأعلام (٥ / ١٤٨) ؛ معجم المؤلفين ، ٨ / ٦٦ ، وعشرات المصادر المتأخرة. والمطبوع من مؤلفاته هو : مجمع البيان في تفسير القرآن ؛ إعلام الورى بأعلام الهدى ؛ المؤتلف من المختلف.
(٢) هو محمود بن حمزة بن نصر الكرماني المعروف بتاج القراء المتوفى بعد ٥٠٠ ه (معجم الأدباء ، ٦ / ٢٦٨٦).