والبقر وبيض الدجاج ، وكانت هذه عزيزة الوجود أيضا ، كما كانت الحبوب والتبن والنباتات عزيزة أيضا ، وكانت ملكية ذلك منحصرة في داخل شاه ديوار في الحدائق والبساتين وأمثالها.
واقعة : حدوث حرب وسط سوق القصبة بين أهالي محلتي الميدان وأعلى القرية ، حيث وقف أهالي أسفريس والميدان وسكة سيّار في جانب ، بينما وقف أهالي محلة أعلى القرية وشادراه وسراشغمبر ونوقابشك في الجانب الآخر ، وقد قتل كثير من الناس من الجانبين ، ووضعت الحرب أوزارها عند باب مسجد الجمعة في شهور سنة ست وثمانين وأربع مئة ، وقام الناس عند توقف الحرب بتعزية بعضهم البعض الآخر ، والصلاة على جنائز القتلى ، وكانت هذه الحرب قد نشبت بسبب شاب أسمه أبو الحسن الفوجانيّ.
واقعة : كما وقعت حرب بسبزوار وسط السوق أيضا بين خدم سديد الدين مسعود المختار ، وخدم الأجل جمال الدين الحسين بن علي البيهقيّ من أولاد الكسائيّ النحوي ، قتل فيها خلق كثير من الجانبين يوم الأربعاء الثالث من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.
واقعة : حدوث خصومة بنيسابور بين طائفة الكراميين (١) والطوائف الأخرى يوم
__________________
(١) هم أتباع محمد بن كرام ويدعون «مجسّمة خراسان» (الفرق بين الفرق ، ١ / ٩ ؛ إيضاح الدليل ، ٣٣) ، وشاع مذهبهم فيها ، ويقوم بالدرجة الأساس على القول بأن الله سبحانه أعضاء وجوارح (بيان تلبيس الجهمية ، ١ / ٣٩٦ ، ٥١٠) من يد وعين ورجل ، استند محمود الغزنويّ في أوائل حكمه إلى ميليشياتهم في تدعيم حكمه ثم حدّ من نفوذهم بشكل كبير فيما بعد. وقد استفادوا بدورهم من دعم محمود لهم في تدعيم مواقعهم السياسية والمالية ، ولإلقاء الضوء على الصدام المسلح الذي يذكره المؤلف أعلاه والذي خاض فيه الحنفيّة والشافعية القتال ضدهم ، نعود إلى مؤرخ البلاط الغزنويّ عبد الجبار العتبيّ وهو يتحدث عنهم وهم في أوج قوتهم بقيادة زعيمهم أبي بكر محمد بن إسحاق بن محمشاد فيقول إن الرئاسة انعقدت له وهو يرتدي الصوف [للدلالة على الزهد] ، وقام اتباعه بابتزاز الناس وأخذ الإتاوات منهم ، ومن رفض