الثلاثاء الرابع عشر من صفر سنة تسع وثمانين وأربع مئة ، اتحد فيها أصحاب الإمام أبي حنيفة وأصحاب الإمام الشافعي مع بعضهما ، وكان مقدم الحنفيّين قاضي القضاة أبا سعيد محمد بن أحمد بن [٢٦٩] محمد بن صاعد ، بينما كان مقدم الشافعيين فخر الإسلام أبا القاسم ابن إمام الحرمين أبي المعالي الجوينيّ ، وقد طلبوا مددا من ناحية بيهق ، فذهب جماعة إلى هناك ، وبسبب ذلك وقع كثير من البلايا والمصائب على أهل القصبة ، وقعت تلك الحرب في ميدان رجاء.
واقعة : نهب القصبة وتخريب قصبة شاه ديوار ، بأمر الملك عضد الدين أرسلان أرغو بن ألب أرسلان في محرم سنة تسعين وأربع مئة ، وكان سبب ذلك ، أن السيد الأجل الزاهد فخر الدين أبا القاسم الفريومديّ (١) ، غادر القصبة ذاهبا إلى فريومد ، فوصل خسروجرد عند صلاة العتمة ، وكان هناك شبان سكارى جالسين على الطريق ، فأراد الحاجب أن يزحزحهم عن الطريق ، فلم ينهضوا لانشغالهم بالشرب وحدثت خصومة بين الفريقين ، رمى الشبّان خلالها فخر الدين بحجر ، ثم إن فخر الدين جاء إلى القصبة في اليوم التالي ، فاجتمع ابنه السيد الرئيس عز الدين زيد مع السادات الآخرين واتجهوا إلى خسروجرد ، وأعلنوا الحرب ، وأحرقوا بوابة خسروجرد ونهبوا إحدى محلاتها ، فجاء الملك أرغو إلى سبزوار فنهب إحدى محلاتها على جهة التأديب ، وخرب شاه ديوار والقلعة ، وكانت حرب خسروجرد في شهور سنة ثمان وثمانين وأربع مئة.
__________________
إعطاءهم ما يطلبون اتهموه بأنه مبتدع فاسد المعتقد ، ويضيف : وغبرت على هذه الحملة سنون (اليميني ، الورقة ١٩٢ ب) ، ولذا فإن ظهورهم على مسرح الأحداث بعد ما يزيد على نصف قرن من وفاة محمود الغزنويّ ، وبهذا الشكل الذي يواجهون به أتباع مذهبين في آن واحد ، دال على قوة نفوذهم آنذاك.
(١) في لباب الأنساب (٢ / ٥٠٤): «علي بن زيد بن محمد ... حج بيت الله مرارا وأجرى نهرا من الفرات إلى مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ... انتقل إلى جوار رحمة الله تعالى في شهور سنة ٥٢٢ ه». وذكر في نفس الصفحة نجله عز الدين زيدا وقال إنه مات فجأة وهو يتوضأ سنة ٥١٤ ه.