قرية أفجنك وغيرها ، الدّلّاع الذي ينبت في قريتي باغن ودلقند ، وأما في قريتي راز وكهناب فينبت البطيخ البخاريّ واللاري والطّبريّ ، وفي دلقند البطيخ الكرنبي وهو نوع من البطيخ الأحمر الخريفي.
قصة شجرتي السرو اللتين في قريتي كشمر وفريومد
كان زردشت صاحب المجوس ، قد اختار طالعين زرع بموجبهما شجرتي سرو ، واحدة في قرية كشمر طريثيث ، والأخرى في قرية فريومد ، وقد ورد في كتاب ثمار القلوب (١) للشيخ أبي منصور الثّعالبيّ ، أن الملك يستاسف أمر بزرعهما ، ووصفوا للخليفة المتوكل على الله جعفر بن المعتصم تلك الشجرة [التي في كشمر] وكان قد بدأ ببناء الجعفريّة (٢) فكتب إلى عامل نيسابور الشيخ أبي الطيب ، وإلى الأمير طاهر بن عبد الله بن طاهر يأمره أن يقطعها ويبعث بأقطاع جذعها وأغصانها كلّها في اللبود إلى بغداد ، لينصبها النّجّارون هناك ويوصلوا أغصانها بالمسامير لكي لا يضيع أي غصن من أغصانها وفروعها ، وليضعها من ثمّ في ذلك البناء [الجعفريّة].
فاجتمع المجوس وقالوا للشيخ أبي الطيب : إننا مستعدون لدفع خمسين ألف دينار من الذهب النّيسابوريّ إلى خزانة الخليفة ، ليتخلى عن قطع هذه الشجرة ، فقد مضى على زرع هذه الشجرة أكثر من ألف سنة ، ونحن الآن في سنة اثنتين وثلاثين ومئتين ،
__________________
(١) ثمار القلوب (ص ٥٩٠ ـ ٥٩١) ، حيث ورد خبر شجرة واحدة فحسب هي سروة بست. بينما ذكر مؤلفنا شجرتين وقدّم تفاصيل وافية غير موجودة لدى الثّعالبيّ وبخاصة في أسماء أبطال الخبر وتاريخ السروة الثانية والمقطعات الشعرية التي قالها الشعراء بهذا الشأن. ويمكن القول إن الخبر هنا يبلغ ضعفي حجمه الوارد في ثمار القلوب.
(٢) هو قصر الجعفريّ الذي بناه الخليفة العبّاسيّ المتوكل على الله (حكم خلال السنوات من ٢٣٢ حتى ٢٤٧ ه) قرب سامراء ، قال ياقوت إن المتوكل استحدث عنده مدينة وانتقل إليها وأقطع القواد منها قطائع فصارت أكبر من سامراء (معجم البلدان ، ٢ / ٨٦).