كتب الطبقات في هذين المذهبين لم يترجموا له أو على الأقل أن يرد اسمه في كتب هذين المذهبين بوصفه شيخا لواحد من أعلامهما. كما أننا نجد في مشايخه ومن عاشرهم خلال فترة الدراسة رجالا من شتى المذاهب. ومما عقّد هذه المسألة عدم العثور على مؤلفاته بكاملها للمساعدة على جمع المعلومات ومقارنتها. وبعض هذه الأسباب أدت بالمرحوم الطباطبائي إلى نفي نسبة كتابي المواهب الشريفة ووسائل الألمعي إليه «لتفرد حاجي خليفة بذكرهما» (١) ولعدم ورودهما في كتابي جوامع أحكام النجوم أو مشارب التجارب للبيهقي. ويمكن الإجابة على هذا التشكيك الأخير بالقول إن البيهقي يمكن أن يكون قد ألفهما بعد كتابته قائمة أسماء مؤلفاته ، فنحن نجد ياقوتا وبعد أن ذكر قائمة مؤلفاته التي كتبها البيهقي نفسه قال : «هذا ما ذكره في كتاب مشارب التجارب ، ووجدت له كتاب تاريخ بيهق بالفارسية ، وكتاب لباب الأنساب» (٢). وهو مثلا لم يشر في قائمته تلك أو مؤلفاته المعثور عليها إلى كتابيه تلخيص مسائل من الذريعة وجواب يوسف اليهودي العراقي اللذين ذكرهما معاصره ابن شهر آشوب الذي التقاه أيضا. ومع ذلك لا يمكن التشكيك بصحة نسبة هذين الكتابين إليه.
ولنا شهادتان على كونه حنفي المذهب وردت الأولى منهما على لسان ابن الصلاح (٤٦٣ ـ ٥٧٧ ه) ، فقد ذكره في كتابه طبقات الفقهاء الشافعية عند ما نقل من كتابه وسائل الألمعي بقوله : «أبو الحسن بن أبي القاسم الحنفي المذهب» و «أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي الحنفي» (٣).
أما الشهادة الثانية فهي لفصيح الخوافي (٧٧٧ ـ بعد ٨٤٥ ه) الذي ترجم له
__________________
(١) سنرى فيما بعد أن آخرين سبقوا حاجي خليفة قد ذكروا هذين الكتابين.
(٢) معجم الأدباء ، ٤ / ١٧٦٣.
(٣) طبقات الفقهاء الشافعية ، ١ / ١٥٠ ، ٢ / ٥٥٧.